تربية آخر الزمان


    تقول: سلمت من صلاتي وصراخ أطفالي يضج بالمنزل، فحمدت الله أن رزقني إياهم وسألته تعالى أن يعينني على تربيتهم ويصب في قلبي صبرا كصبر سيدنا أيوب.
الحمد لله لا يوجد بقربي أحد! وضع ممتاز، لأذكر أذكار بعد الصلاة التي  طالما حرموني إياها. لم يحضر أحد!  إن شاء الله قد تقبل ربي الدعاء، فعادة وقبل أن أنتهي من صلاتي، تنهال علي عروض الشكاوى يمنة ويسرة.
 

    تقول أمي حفظها الله حين أضج بالشكوى عندها.
تريدون أطفالا ولكنكم لا تريدون تحمل مسؤوليتهم فهل تظنونهم أطفالا كالدمى.؟
لم يحضر أحد! رائع ! لأقرأ القرآن. وما هي إلا لحظات حتى انساب صوت ابنتي عذبا.
- ماما، ماما.    (في لكنة فيها جدية واهتمام).
-      نعم يا روحي وحياتي.
خرجت من فمي ولا أدري كيف خرجت?!!! فلقد خرجت ثقيلة كثقل جبل أحد، ومتكلفة ولا روح للطبيعة فيها، فهي واضحة الاصطناع ولكن لا بأس، لن أتركها وسأكررها مرات ومرات حتى تعتاد علي أو أعتاد عليها.
 
   فبعد نظرة فاحصة في حالي مع تربية أبنائي، رأيت الوضع السيئ والمتدهور يوما بعد يوم، وفي وقفة شجاعة مع النفس قررت التغيير وبفاعلية وصدق وحين سألت كيف السبيل؟ أخبرت أن هذا زمن الدورات وكأنني (اصح يا نائم) أتساءل ما معنى دورة؟ أليست هذه إجازة مدفوعة الراتب والمكافآت؟ ولا تنقص من رصيد الإجازة شيئا، التي يرسل إليها كبار الموظفين أو باﻷحرى أصحاب الواسطات للخارج للترويح عن النفس واصطحاب الأهل ولحضور دورة كما يقال.
- لا إنها مجموعة محاضرات تدفعين لها رسوم.....-
-      ماذا ؟! أدفع و لا يدفع لي! ومنذ متى أصبحت المحاضرات بفلوس. هم يجب أن يحمدوا ربهم أني استجبت لهم ببلاش.
-لا داعي أن تحضري يا الحبيبة، فهم ليسوا في حاجة لك فعادة- التسجيل يكتمل العدد قبل بداية الدورة بزمن. بل أنت المحتاجة لتدريبهم.
 وبدأت في المناورات الفكرية. إن زوجي تضيق عليه الدنيا إن طلبت منه مصروفا للبيت!  فكيف إن طلبت منه رسوم دورة؟ وحين أسأله لماذا هذا البخل؟
-      هذا ليس بخلا، هذا حسن تدبير، وأنت ليس عندك إلا التبذير.
سبحان الله! نحن في زمن تغير المسميات، أصبح البخل تدبيرا. وعقدت النية على أن أنضم إلى دورة عنوانها: كيف تردين على تعليقات زوجك النارية؟ ولم أر إعلانا عنها حتى الآن. بيد أن كل الدورات تحب أن تطفئ الحرائق الزوجية لا أن تزيدها اشتعالا.
 
   آه لكم يضرب بأذني تعليقات أخواتي:
- أنت وضعت حبلا في عنقك وقلت يا ناس جروني. كيف تتركين وظيفة تدر عليك دخلا ثم تشحذين زوجا بخيلا؟
-      هذه ليست شحاذة، فهو ملزم بالنفقة وقادر عليها ولم أترك الوظيفة إلا لتربية أبنائه.
-      إذا تحمليه.
وتحملته وتيسرت رسوم الدورة.
كم كانت عظم دهشتي في الدورة حين صدمت بحقيقة تطالبني أنا بالتغيير قبل أن أغير من أطفالي، وأن أغلب تصرفات أبنائي التي أنبتت برأسي شيبا قبل وقته وألما في القلب وصداعا في الرأس طبيعية 100% وأن العيب أولا و آخرا يقع عليّ.

  نعم، نحن حقا في آخر الزمان! لقد كنت أظن نفسي أما مثالية، وأن أبنائي يجب أن يحمدوا ربهم صباح مساء على ما أنعم الله عليهم بأم مثلي، فأنا لا أضرب إلا نادرا، وإن كانت كثرت في الآونة الأخيرة ووصلت إلي أحيانا وبعض المرات. وكنت أظن نفسي من رواد التربية الحديثة ولكن والحق يقال أفعل كل شيء غير الضرب كصراخ وسب ومقارنة، وأؤمن بها حقا مشروعا من حقوق الأمومة ولم أتخيل يوما.
أن ينتقدني أحد ولا يرفضها إلا نرجسي لم يرب طفلا قط، ولم يشاهده إلا بالتلفاز.
 
   وبدأت تلك الدورات تعطيني حقائق ودراسات، وليس خيالا، وبدأت ورش العمل ومشاركة تجارب الآخرين وتحمست كثيرا وأردت التغيير وفورا، ولكن اصطدمت أمواج التغيير بصخور الواقع، لقد كان أمرا صعبا فرجعت في اليوم التالي وقلت هذه بضاعتكم ردت عليكم، أرجعوا نقودي، ولكم تفاجأت حين ضجت القاعة بالضحك بعد أن عرضت تجربتي.
-     وماذا تظنين التربية؟! زر كمبيوتر تضغطين بنعم أو  لا  ويستجاب طلبك.
         -- وهل تريدين بعد هذه السنوات الطويلة أن تتغيري بيوم أو ليلة أو بدورة؟ الأمر يحتاج إلى صبر طويل.
-      وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.
 
    لعل من أشد ما لفت نظري في موضوع التعامل مع الابنة هو أن ابنتك المراهقة يجب أن تعطفي عليها وتغرقيها بالعاطفة التي تحتاج لها كحاجتها للطعام والشراب، فإن لم توفريه لها فستبحث عنه من مصدر آخر، قد تكون بالصديقات ثم المعاكسات ثم تنتهي إلى ما لا يحمد عقباه.
وفعلا بدأت بتطبيقه وكانت ردة فعل ابنتي رائعة، فلقد حدقت بعينيها بشدة كما لو صعقت، وذلك عندما سمعت أول عبارات حب وثناء مني، إن أردتم الحق فلقد خفت عليها من هول الصدمة (سامحهم الله لم يخبروني بهذا بالدورة) وابتعدت ابنتي عني قليلا وهي في وسط ذهولها حتى صدمت رأسها بالجدار.
وأسرعت للهاتف ولشدة قلقي عليها تتبعتها فسمعتها تقول:
-هل تصدقين يا أسماء؟ أمي تقول لي يا عمري يا حياتي.!
-      صحيح !يا سلام! حتى أمي قالت لي هذا الكلام اليوم.
-      لماذا؟ ما الذي حصل لهم؟.
كانت أم أسماء هي من دعتني إلى هذه الدورة.
 
    لقد صدقت الدورة لقد اكتشفت أن ابنتي لا تشك لي همها، ولا تشركني في فرحها، وأن صديقتها تعرفها أكثر مني، أنا أمها والذي أقضي معها وقتي كله، وتنازلت عن وظيفتي لأجلها، ولكني اكتشفت أني كحاضر غائب، حضور جسد و ليس حضور روح.
    لم ذلك؟! لقد أخبروني في الدورة وصدقوا فأنا كثيرة الانتقاد والتعليقات و لا أترك شاردة ولا واردة إلا وأوبخها في المأكل والمشرب والنوم والملبس وأصادر حريتها حتى في اختيار ملابسها الداخلية، التي لا يراها أحد، والتي يجب أن تكون هي وحدها مرتاحة لها، وحين تصبح الصباح وبدل أن أقبلها وأشعرها بمتعة وحنان الأم أمطرها بالانتقادات التي نسيت أن أذكرها الليلة الماضية، بل إني في أحيان كثيرة وحتى و هي نائمة أوقظها لكي أوبخها: لماذا هي ترفع تبريد المكيف؟ ولماذا توجهه على رأسها؟ وحين تعود من المدرسة أوبخها مقدما لبرنامج بقية اليوم من نوم القيلولة ودراسة وحفظ والنوم مبكرا. وكنت أظن نفسي أما صالحة تقوم ابنتها.
 تجرأت وعرضت تجربتي بعد أن عرض الجميع تجاربهم. وكم كانت عظم دهشتي حين سمعت تعليقا ناريا حرق قلبي.
-      احمدي ربك أن ابنتك مازالت في البيت ولم تفتح الباب وتهرب!.
-      ماذا؟! لماذا؟ أنا أمها ولست زوجة أب ظالمة.
-      ولكنك تخنقينها خنقا!
وبدأت أحاول شيئا فشيئا وأقدم قدما وأؤخر أخرى، فمرة تصيب ومرة تخطئ، لكني أتقدم رغم بطئي  وأسأل الله الثبات.

إقرأ المزيد

خصائص الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة



    للطفل خصائص ينبغي تقبلها وترشيدها وتهذيبها، هذه الخصائص مشتركة في البنت والولد وفي الأطفال عامة على اختلاف درجاتها، وهي تدل على أن هذا الطفل سوي وطبيعي.

-         كثرة الحركة وعدم الاستقرار:فالحركة الكثيرة للطفل والتنقل من مكان إلى آخر، واللعب الدائم وعدم الاستقرار، والصعود والنزول وغير ذلك يزيد من ذكاء الطفل وخبرته بعد أن يكبر.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عراقة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره" رواه الترمذي.
-         شدة التقليد: فالطفل يقلد الكبير خاصة الوالدين في الحسن والقبيح، فالأب يصلي فيحاول الطفل تقليده، وقد يكون مدخنا فيحاول تقليده، والأم تسلم على أقربائها فيحاول تقليدها.
-         العناد: فلا نعجب من عناد الطفل ونتهمه بتعمد ذلك مع أبويه، بل نشجعه ونحفزه على فعل النقيض ونذكر له من القصص والحكايات التي تنفر من العناد، كتشبيه المعاند بالشيطان الذي عاند الله ولم يطع أوامره فغضب لله عليه وأدخله النار.
-         عدم التمييز بين الصواب والخطأ: فقد يشعل عود كبريت فتحرقه النار، وقد يضع يده في الماء الساخن وهو لا يعرف ضرره، فلا يحاسب الطفل بالضرب كالكبير المدرك لأن عقله لم ينضج بعد، والصواب أن نبعده عما يضره.


-         كثرة الأسئلة: فهو يسأل عن أي شيء وفي أي وقت وبأي كيفية، قد تكون أسئلته محرجة أحيانا، لكن ما نحذر منه الكذب على الطفل، أو الإجابة بما لا يحتمله عقله أو أن نصده عن السؤال.
-         ذاكرة حادة آلية:يحفظ الطفل كثيرا وبلا فهم، لأن ذاكرته ما زالت نقية بيضاء، فتستغل في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأذكار والأناشيد مع مراعاة أن يكون أسلوب التحفيظ شيقا.
-         حب التشجيع: الطفل يحب التشجيع كثيرا بنوعيه المادي والمعنوي، فنستغل هذه الخاصية في تعديل بعض السلوكيات المزعجة كالعناد وكثرة الحركة وغيرها.
-         حب اللعب والمرح: وهذا ليس عيبا فهو وسيلته لاكتساب المهارات وتجميع الخبرات وتنمية الذكاء وأفضل وسيلة للتعلم.
-         حب التنافس والتناحر: وبتوجيه هذه الخاصية وترشيدها تكون عاملا مهما في التفوق والإبتكار.
-          التفكير الخيالي: لا تنزعج عندما تجد الطفل جالسا يفكر في شيء ما، لأن الخيال يغلب على تفكيره، بما يسمى أحلام اليقظة، ولأن عقله لم ينضج بعد.
-         الميل لاكتساب المهارات: فالطفل قبل ست سنوات يحاول اكتساب بعض مهارات من حوله  كأبيه النجار أو اللاعب أو أمه الطباخة أو الخياطة.
-         النمو اللغوي السريع: فقاموس الطفل اللغوي يزداد باستمرار، ويؤثر في ذلك صحته العامة خاصة التغذية السليمة، وكذلك العلاقات الأسرية والمحتوى الإجتماعي والاقتصادي والمستوى اللغوي للأب والأم.
-         الميل للفك والتركيب:يغتبره البعض نوعا من التخريب ولكنه أمر طبيعي في هذه المرحلة، لذا يؤتى له بألعاب متخصصة في ذلك مثل القطار، البازل والمكعبات وكذلك الصلصال والورق وغيرها.
-         حدة الانفعالات: يثور الطفل وينفعل بدرجة واحدة للأمور الهامة والتافهة،ومن هذه الانفعالات الخوف والغضب والغيرة.
                                                                  
                                                                           من كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام  محمد سعيد مرسي الجزء1 بتصرف

إقرأ المزيد

ابنة تعاتب أمّها



   عندما تكونين مشغولة عني وأسمعك تردّدين أنا مشغولة...أنا مشغولة...فأنت لا تستحقين أن تكوني أمي.
عندما لا تكون في صدرك فسحة من التسامح وتثورين عليّ لأنّك متعبة لا تستحقّين أن تكوني أمّي.
عندما تفرغين فيّ شحنات الغضب ومتاعب العمل وضغوط الحياة لا تكونين أمّا حقاّ. 

   علاقة أفتقد فيها الحديث والحوار والتفكير بصوت مسموع، أبتعد عنك كثيرا يا أمّي.
وتأتين في يوم من الأيّام تبحثين عن تلك الفتاة الصغيرة، فتجدينها بعيدة جدا، تبحث عمّن يؤنسها بعيدا عنك.
أمّي أنا لا أريد أن أحدّ من طموحك أو عملك، ولكنّي أريد فسحة صغيرة من الزّمن أجد فيها من يسمعني..من يحدثني..فهل مفهومي للأمومة خاطىء؟




    البيت يا أمّي ليس جدرانا وأثاثا.
 البيت يا أمّي قلب يحوينا. أحلام نعمل على تحقيقها معا ومخاوف نبعدها تماما.
أنا وأنت يا أمّي... وعدى ذلك لا شيء له قيمة.

   يقولون يا أمّي إنّه عصر السّرعة...هل السّرعة أصبحت أيضا في العواطف وفي التعبير عنها؟
أريد أن أشعر بحبّك حتّى أحبّ الدّنيا.
أريد لمسة حنان، أريد ضمّة في حضنك، أريد أن أداعب شعرك.

   أنت أمّي ....ولا أحد يلومني على ذلك.
إقرأ المزيد

تحميل كتاب فن تربية الأولاد في الاسلام لمحمد سعيد مرسي



   كتاب فن تربية الأولاد في الاسلام لمحمد سعيد مرسي من الكتب الرائعة في التربية التي أنصح بها، يحتوي الكتاب على جزءين، اقتطفنا لكم منه فقرة من مقدمة الكتاب يقول فيها الأستاذسعيد ما يلي:



تحميل الجزء الأول من كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام

تحميل الجزء الثاني من كتاب فن تربية الأولاد في الإسلام

 لتحميل الكتاب اكتب اسم الكتاب في مربع بحث المكتبة الوقفية واضغط على بحث 

إقرأ المزيد

إهمال الأطفال في العطلة الصيفية


  في الزقاق الذي يوجد فيهِ بيتنا ، معظم العوائل لهم أطفالٌ دون الخامسة عشر من العمر.. وحين يجتمعون عادةً ، خصوصاً ونحن الآن في العطلة الصيفية ، وحيث انهم لم يتعوّدوا التحدث بصوتٍ عادي ، فإن الضجيج يتعالى ، وكما يبدو .. فإن مَنْ يصرخ بِقُوة أكبَر، هو الأشطر والأجدَر بزعامة المجموعة !. ولأن شبابيكنا حديدية قديمة ، وليست من البلاستك العازل للصوت .. فأن الصخب الناتج من إجتماع الاطفال ، يَقُض مضاجعنا ، ويمنع الإسترخاء او النوم منذ ماقبل الظهيرة وحتى العاشرة مساءاً . وعلى الأغلب هُم يلعبون الكُرة ، وأحيانا ترتطم الكرة بحماية الشباك الحديدية ، فيتولدُ صوتٌ كأنه إنفجار ، لاسيما إذا كنتَ غافلاً أو مُستغرقاً في القراءة .. وطالما هرعتُ لتقريعهم ولعنة سنسفيل آبائهم .. ولكن بدون أية جدوى ! . ومن الطبيعي انهم يتشاجرون بين الفينة والأخرى ويتبادلون الشتائم العجيبة والغريبة ، ثم يتصالحون وتهدأ الامور لبعض الوقت .. فتَعْتقِد انهم تعبوا ورجعوا الى بيوتهم ، ولكن فرحتكَ لاتستمر طويلاً .. فسُرعانَ ما يتعالى الصياح مرةً اُخرى !.
 
    تحدثتُ مراتٍ عديدة الى آباء بعضهم ، حول خطأ ترك أطفالهم في الشارع لفتراتٍ طويلة ، والخطورة الصحية والاجتماعية الناتجة عن ذلك ، والعادات السيئة التي رُبما سيكتسبونها .. ولكن واحداً منهم افحمني بهدوءٍ وبكلماتٍ بسيطة .. حيث قال : ماذا تريدهُم ان يفعلوا ؟ لو كُنْتَ مكانهم ، لفَعلْتَ نفس الشئ ... البيوت صغيرة وضيقة ، وفي الحقيقة نحنُ أهاليهم ، اي الآباء والاُمهات ، ندفعهم ونشجعهم على الخروج .. فكما تعرف معظم دورنا مُكتظة والغرفة التي من المفروض ان يعيش فيها شخصان ، تضمُ اربعة او خمسة من الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة عشر ... ومن المتوقع ان " يفرض " الاخ الكبير هيبته ونفوذه على الأصغر منه ويتحكم فيه ويستغله.. والصِغارالذين تعودوا على ان شكاوايهم التي يعرضونها ، على الوالِدَين ، تذهب أدراج الرِياح ! . لأن الشائع هو ان الأب أيضاً " يُسيطر " من جانبهِ على الأم ، ويُمارس سُلطته الأبوية الذكورية على الجميع .. مِما يجعله ( يتفّهَم ) تصرفات إبنه الكبير . أما الام التي لاتستطيع تحجيم حتى اطفالها الصِغار ، فأنها لاتُمانع ان يقوم أحد ما بالقيامِ بذلك نيابةً عنها ! . ثم ان بقية القصة ، تعرفها جيداً .. في الخارج ، لاتوجد في المحلة كُلها ، ساحات يلعبون فيها ، ولا حدائق يستطيعون االجَري فيها والحَركة ، ولا مراكز عامة للشباب ، لتنمية قدراتهم الفنية والعلمية .. وكما تدرك ، فأن الاطفال في هذه الأعمار يمتلكون طاقة كبيرة ، وهي بحاجة الى التنفيس والتحَرُر .. فماذا يفعلون بالله عليك ؟ معظمنا نحن الآباء ، لانستطيع ان نُوّفِر لهم أجواء مُناسبة في منازلنا ، وفي المحلة لاتوجد أي أماكن لإستيعابهم ورعايتهم ... فهَل لهُم غير الزُقاق لكي يلعبوا ويتحركوا فيه ؟ حتى لو ذهبوا الى أزقةٍ اُخرى ، فأن المُشاجرات والمُشاحنات سوف تحدث ، وسوف تكون النتائج أسوأ ... فبالله عليك ، دَعهم هنا ، يفعلون ما يشاؤون تحتَ أنظارنا ، فذلك أهوَن الشرور !.

    مسؤولية المجتمع ، تتجلى في إستمرار عادة التكاثر غير المنضبطة وغير المدروسة ، حيث ان تحديد النسل لم يكن من الأشياء التي يُفكرون بها " لغاية السنوات القليلة الماضية ، حيث ان الجيل الحالي يميل الى الإكتفاء بطفلَين او ثلاثة فقط " ، فترى معظم العوائل تتكون من ما بين 7 / 10 أشخاص ، ومن الطبيعي ان يحدث خللٌ ما بينَ الموارد المحدودة ، وبين المصاريف المتزايدة .. والتي يدفع الاطفال على الأغلب ، ثمنَ هذا الخلل ، ويتحملون نتائجه السيئة . إضافةً الى ضعف وعي العديد من الآباء والأمهات ، في مجال تربية أطفالهم .
    أما الدولة ، فتتحّمل المسؤولية الأكبر ، في عدم توفيرها مُستلزمات رعاية الاطفال ، وإنعدام التخطيط السليم الهادف الى التنمية البشرية ، لاسيما في مرحلة الطفولة والشباب .. ان الإستثمار الناجح يكمن في تطوير مناهج التربية والتعليم والرعاية الصحية والسكن اللائق والتغذية المتوازنة .. وهذه كُلها من أولويات واجبات الدولة والتي ينبغي توفيرها لكُل المواطنين .
 
    إن ترك الأطفال في المراحل العُمرية المُختلفة ، أثناء العطلة الصيفية الطويلة .. تركهم للشارع والزُقاق ، إهمالٌ مُستَهجَن من قِبل الحكومة والدولة ومؤسساتها ... ينبغي الإسراع في إتخاذ خطوات عملية لِمُعالجة الأمر .. وتوفير الساحات المُناسبة والحدائق والمراكز والقاعات ، والكادر المتخصص لرعاية وتطوير هذه البراعم .. التي هي مُستقبل هذا الوطن . 



إقرأ المزيد

قصة كتاب طفل يقرأ للدكتور عبد الكريم بكار



   السلام عليكم هذا مقطع فيديو للدكتور عبد الكريم بكار في قناة المجد الفضائية ينزل ضيفا في حصة "قصة كتاب" يحدثنا فيه عن كتابه الذي ألفه وهو كتاب "طفل يقرأ" وبعض النقاط حول موضوع الطفل والقراءة فتابعوا معنا:




إقرأ المزيد

تحميل كتاب 10رسائل لكل أب وأم للدكتور ياسر نصر


   كتاب عشر رسائل لكل أب وأم مرحلة الطفولة من يوم حتى 12سنة للاستشاري التربوي الدكتور ياسر نصر عبارة عن مجموعة من الرسائل المهمة للآباء والمربين هي:

الرسالة الأولى:كيف تستقبل مولودك.
الرسالة الثانية: 30 وسيلة لتحفيظ القرآن للأطفال.  
الرسالة الثالثة: كيف تحبب أبناءك في الصلاة.
الرسالة الرابعة:30 فكرة لاستثمار الإجازة الصيفية.
الرسالة الخامسة:كيف تربي ابنك على صفات القائد.
الرسالة السادسة: الصحابة وتربية أبنائهم.
الرسالة السابعة:أبناؤنا واختيار الصديق.
الرسالة الثامنة:أسس بناء نفسية الطفل.
الرسالة التاسعة:أولادنا في رمضان.
الرسالة العاشرة:كيف نحبب بناتنا في الحجاب.  
 
إقرأ المزيد

تحميل كتاب ابني لا يكفي أن أحبك لسلوى يوسف المؤيد



   السلام عليكم كتابنا اليوم هو "ابني لا يكفي أن أحبك" رحلة إلى قلب الطفل وعقله لمؤلفته سلوى يوسف المؤيد. كتاب ضروري لكل أسرة عربية.. لينشأ الأبناء بنفسية متوازنة وسعيدة وقادرة على النجاح.

   تتطرق المؤلفة في هذا الكتاب إلى مواضيع عدة هي كالآتي: كيفية فهم الطفل للوصول إلى عقله وقلبه... ثم كيف يمكن للوالدين توجيه الانتقاد الإيجابي إلى الطفل لكي يطور نفسه بنفسه... إلى جانب وضع الحدود للطفل وتطبيق العقل الإيجابي... هذا بالإضافة إلى أساليب تخفيف المشاجرات بين الأبناء وكيفية تحكم الآباء في غضبهم على أبنائهم... ثم يتطرق الكتاب في فصله الأخير إلى موضوع بالغ الأهمية وهو تعليم الطفل كيف يتحمل المسؤولية ويعمل على بناء مستقبل ناجح له.


إقرأ المزيد

نصائح تربوية2


بدلا من حاول أن


-         بدلا من تعذيبه كي يصلي ويصوم ومعاقبته بالعبادة.
حاول أن تجعله يعايش الإيمانيات بحب.

-         بدلا من قولك له لن تفلح في شيء فتورثه الإحباط والفشل.
حاول أن تمدحه وتحثه على التفوق وتناديه: يا دكتور...يا أستاذ.

-         بدلا من توبيخ الطفل وتعييره على الملأ.
حاول أن توجّهه سرّا وبلطف.

-         بدلا من العقوبة القاسية المؤذية المعنوية والجسدية بالتحقير وإنقاص الذات.
حاول أن ترفع قدره وتعطيه نوعا من الاحترام لأن العقوبة القاسية تؤذي الشخصيّة وتخلق ردود أفعال سلبية تتمثل في الكيد والإمعان في عداوة الأهل.

-         بدلا من العقاب السريع عند الخطأ.
حاول أن تتبيّن الأسباب فربّما ضرب أخته عندما استفزّته وربّما كان جائعا عندما أخطأ.

-         بدلا من الغضب على الطفل من القلب بشكل هستيري غير هادف.
حاول أن تتكلف الغضب من وراء قلبك بهدف التصحيح ثم تعود بسرعة لحالتك الطبيعية.



-         بدلا من توحيد طريقة الثواب والعقاب.
حاول أن تنوع طريقة الثواب والعقاب فالغبي لا يعاقب كالذكي، والكبير لا يعاقب كالصغير.

-         بدلا من تأخير الثواب أو الجائزة على الفعل كالتفوق آخر العام مثلا.
حاول أن تعطي الثواب أو الجائزة بعد الفعل مباشرة وقبل نسيان العمل.

-         بدلا من عدم الاهتمام بابنك عندما يتحدث وأنت تشاهد التلفزيون.
حاول أن تستمع لكل اهتمامه فتغلق التلفزيون نهائيا أو تلتفت إلى ابنك بكل جسمك وتحدثه.

-         بدلا من كيف تضرب أخاك؟ إنه فقط يحاول أن يمسك بمكعباتك.
حاول أن لا تضرب أخاك ولكن أخبره بمشاعرك بواسطة الكلمات.

-         بدلا من كم مرة أقول لك لا تقاطعني عند التحدث في الهاتف إنه تصرف وقح.
حاول أن تقول له إني أشعر بالكثير من الضيق عندما تقاطعني عند التحدث في الهاتف.

-         بدلا من الأوامر الصماء الجافة شديدة اللهجة لتنظيم المكتبة أو لعدم فتح التلفزيون قبل الإنتهاء من المذاكرة وأداء الواجبات المدرسية.
حاول أن تكتب على رف المكتبة في غياب ابنك لوحة تقول فيها على لسان الكتاب: أرجوك لا تتركني للضياع أعدني إلى مكاني على الرف، ولوحة على التلفزيون تقول فيها: قبل فتحي تذكر، هل انتهيت من أداء الصلاة والواجبات المدرسية.



إقرأ المزيد