كيف نشعر الطفل بأنه مقبول وما هي الطرق التي تشبع حاجة الطفل للقبول



   السلام عليكم ومرحبا بكم مجددا تحدثنا في الموضوع السابق عن حاجة الطفل للقبول وقلنا بأنه إذا قمنا بإشباع هذه الحاجة عند الطفل سنسدّ بابا هائلا من السّلوكيّات السلبية والمضطربة للطفل التي نحن في غنى عنها. وقلنا أيضا أنه لا يكفي أن تتقبل ابنك فقط،  ولكن لابد لابنك أن يشعر بأنه طفل مقبول . والآن ماذا عليك أن تفعل بصفتك أبا أو أما يهتم لذات طفله وبنائها ؟

   نصيحتي الأولى إذا كان لديك  أبناء فاعترف بكل واحد منهم بوصفه فردا مستقلا، ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني يجب التمييز بين الأولاد اعترافا باستقلاليتهم فمن الخطأ تربيتهم بنفس النمط من التربية فلكلّ كيانه وشخصيته. وأيضا من الخطأ معاملتهم بنفس الطريقة، فلكل شعوره وترتيبه بين إخوته، فلا تعامل أبناءك بنفس المعاملة.

  امنح الطفل استقلاليته لينشأ معتمدا على ذاته (طبعا  المراقبة عن كثب وتصويب الخطأ وخطوات أخرى لابد منها أثناء ذلك)   فكلّما شعر الطفل باستقلاليته واعتماده على نفسه (بعد سن الثانية) شعر بالقبول خصوصا عند تشجيع المحيط له.

  تشجيع... أجل هذه الخطوة التالية شجّعه فهو بحاجة لمن يرفع معنوياته حال الفشل ومن يساعده على التغلب على مخاوفه.لا تحبطه وتقارنه بنفسك وتجاربك الناجحة في مثل سنه فلا تصح المقارنة بين شخصين الأصح المقارنة بين سلوكين، بل علّمه كيف يجد ويثابر كي ينجح ويتغلب على الصعوبات التي تواجهه.

  لأنك تمنح ابنك استقلاليته وتشجعه وترفع معنوياته  سيكون لذلك أثره وسيقوم الطفل بإنجازات لذا امدح إنجازاته ولا تحتقرها مهما صغرت، فما نراه نحن الكبار صغيرا فعند الطفل يراه إنجازا كبيرا. مدحك له يكسبه الثقة بقدراته والشعور بالرضى في نفسه وهكذا سيشعر بأنه مقبول.

  اعترفت به فردا مستقلا منحته استقلاليته شجّعته ومدحته، تذكر أن تحيطه بالحب وتشعره به، وخصوصا عبّر له عن حبك له. لا تبخل على طفلك بالتعبير له عن حبك كلمة، بسمة، لمسة، قبلة، وحضن كبيرأكيد له أثر عظيم في نفس طفلك، شعوره بأنه محبوب يشبع لديه حاجته إلى القبول.




  هذه خطوة أخرى مرتبطة بإنجازات طفلك وهي تقبّل اقتراحاته. فالطفل يحاول دوما الإدلاء برأيه ليختبر قدراته ويدافع عن استقلاليّته، هذه الاقتراحات يجب أن تلقى صدرا رحبا لاستقبالها، أنصت إليها مهما تكن تافهة في نظرك. أنصت له بكل احترام وقدر اقتراحاته ولا تنقص من شأنها، ثم لك الحرية في التصرف (لأنك القائد) بالقبول أو الرفض .

 هناك خطوة أخرى مهمة هل تستمتع بتربية أبنائك؟ حسنا... كلما أبديت تقبّلا وتقرّبا وحبا في أبنائك كلما استشعرت متعة التربية هذه المتعة التي يجب أن نبرمج ذواتنا عليها. فعلينا أن نفتح المجال لأبنائنا ليجلبوا  ويدخلوا المتعة والسعادة علينا كما نمتّعهم ونسعدهم فالأولاد زينة الحياة الدنيا.

  أيضا لابنك صداقات عليك أن تتقبّلها فلا تنتقد ابنك من خلال انتقاد أصدقائه وإن كانت صحبة سيئة فأقنعه بذلك بالتي هي أحسن ووفر له البديل كأن تشجعه على بناء صداقات  سليمة (تحت مراقبتك) من أقران صالحين، اسمح له باصطحابهم إلى البيت،  هكذا يتعلم طفلك كيف يكون اجتماعيا وكيف يبني علاقاته مع الآخرين لأنه أيضا بحاجة إلى الانتماء، قدّر أصدقاءه واحترمهم وإذا رأيت شيئا لا يعجبك يمكن التحدث معه في الموضوع على انفراد بذكاء دون توبيخ، فالتعبير عن تقدير أصدقائه يعزز لديه شعورا ذاتيا بالقبول. 

  أعتقد أن هذه كانت أهم الأساليب التي يمكننا ممارستها مع أبنائنا لإشباع حاجتهم للقبول. إن كانت لكم أساليب أخرى تعرفونها أو تمارسونها مع أبنائكم فشاركونا بها ولا تبخلوا علينا.


   
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).