إشباع حاجة الطفل إلى الحب


   لو سألت أي أب أو أم في هذه الدنيا هل تحب ابنك، فبماذا سيجيبك؟ طبعا أحبه، فهل تتصور أن هناك أبا لا يحب ابنه؟ وإذا سألته، إذا كنت حقا تحبه، فماذا فعلت من أجل حبك له؟ بسيطة...وفرت له بيتا غذيته، لبسته، اعتنيت بصحته، علمته...لا ليس هذا ما قصدته، أجل هذه حاجيات مادية ضرورية لاغنى عنها ولابد منها . ماذا فعلت له غير ذلك؟ أوه، وماذا تريدنني أن أفعل؟ حسنا إذن سأسألك بعض الأسئلة، كم مرة أمس أخبرتك ابنك بأنك تحبه؟ متى كانت آخر مرة جالست فيها ابنك أو لاعبته فيها؟ هل تنصت وتستمع إلى ابنك دائما؟ هل تتفرغ لابنك وتعطيه من وقتك أم أنك دائما مشغول عنه؟ سكت الأب وبدأ يفكر ولم يستطع أن يجيب. دعني أهمس في أذنك وأخبرك شيئا، حاجيات طفلك عامة ليست مادية فقط بقدر ما هي حاجيات نفسية ووجدانية بالدرجة الأولى.
   أنا لا أشك في حبك لابنك ولكن هل يعلم ابنك بأنك تحبه؟ هل يشعر ابنك بعاطفتك نحوه؟ رد قائلا: وكيف يمكنني أن أعرف؟ كيف ستعرف؟ هذا سؤال جيد، إذا كنت حقا تريد أن تعرف فاتبعني فلدي ما أقوله لك.

   بداية اعلم أن ابنك بحاجة إليك اكثر مما تتصور، فهو بحاجة إلى أب وأم متفهم يصغي إليه ويستجيب له وصدرا واسعا أمام أسئلته التي لا تنتهي، هو بحاجة لمن يساعده على فهم نفسه وفهم العالم من حوله. ببساطة هو يريد ويحب أن يشعر بأنه محبوب ومرغوب فيه وأنه موضع حب وفخر واعتزاز، فلا تبخل عليه في منحه هذا الشعور. هو بحاجة ماسة إلى حبك ودفئك وحنانك، هو بحاجة إلى رحمتك وودك وعطفك، فلما تخفي إظهار هذه المشاعر في علاقتك مع ابنك؟ ولما لا تعبر له عن حبك؟



   اقترب من طفلك أكثر، أدخل معه عالمه وشاركه فيه، أبدي اهتماما به، أبدي إعجابا به، ناديه بأحب الأسماء إليه. قل له أحبك من وقت لآخر فكم يحب طفلك هذه الكلمة وكم يطرب لسماعها. أحضنه وضمه إلى صدرك،امسح رأسه وربّت على كتفه، تكلم معه بطريقة عطوفة، أصغ وأنصت إليه، احترمه لا تستصغره وتقلل من شأنه، لا تنتقده وانتقد أفعاله، تقبله كفرد مستقل بذاته، تقبل مشاعره ولا ترفضها، لا تقارنه بغيره واعدل بينه وبين إخوته. تسلى معه  ضاحكه، داعبه، شاركه اهتماماته أرسم ولون معه واهتم برسوماته، اقرأ معه قصة، العب معه، أركض معه واخرج معه أيضا في نزهة، سامحه وتغاض عن بعض أخطائه وهفواته ولا تذكره بها، كن رفيقه، كن صديقه وأخيرا كن قدوته.

   لا يجب أن تكون الأم المصدر الوحيد للحب للطفل ولكن يشاركها  في ذلك أبوه، أجل وحتى إخوته وأهله  وأقاربه، فإذا تعلم الطفل الحب ووجده داخل بيته فإنه سينشره ويحب العالم من حوله.
   ليس التكلف في إظهار الحب والمودة والرحمة بل التكلف في كبت وكتمان هذا الحب، ولا ينفع أن تكون أبا إذا نزعت الرحمة من قلبك، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل الحسن والحسين وعنده الأقرع بن حابس فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم  : ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري

إقرأ المزيد

أسئلة الطفل 2


    تحدثنا في الموضوع السابق عن أسئلة الطفل وتعرضنا لبعض النقاط المهمة، منها السبب الذي يجعل الطفل يسأل كثيرا أيضا  ضرورة الاهتمام بأسئلة الطفل،الأساليب الوالدية الخاطئة في التعامل مع أسئلة الطفل وكذلك القواعد الصحيحة للتعامل مع أسئلة الطفل. تتمة للموضوع جمعت لكم اليوم بعض النصائح أو لنقل بعض الملاحظات المهمة حول أسئلة الطفل التي ارتأيت أن أجعلها على شكل نقاط .
  1. - مرحلة  السؤال "لماذا" التي تبدأ من سن 3 إلى 4 سنوات مرحلة طبيعية أنظر إليها بإيجابية فمن خلالها يتعلم الطفل على مهارة "القدرة على التعلم"، فالطفل الذي يسأل طفل طبيعي وعلى الفطرة السليمة وهي نعمة الله سبحانه نشكره عليها بحسن التعامل معها واستغلالها إيجابيا فيما يرضيه.
  2. - يسأل الطفل أحيانا للحصول على ضمانات تعطيه الأمن والطمأنينة بعدم خطورة العالم الخارجي أو بأنه طفل مقبول ورائع وبأنه محبوب ومرغوب فيه.
  3. - الطفل من حقه أن يسأل ويعرف، إذا لم يعرف الإجابة سيشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي. فالخوف والالتجاء إلى الصمت يجعل الطفل يحاول معرفة الإجابة من زملائه بأسلوب آخر يضره نفسيا ويضلله علميا ويشعره بالذنب وبالتالي انطواؤه عن الحياة الإجتماعية.
  4. - للاهتمام بأسئلة الطفل فوائد تربوية منها تنمية القدرات العقلية والقدرات اللغوية، تنمية القدرات الذاتية، تنمية الثقة بالنفس وبالتالي احترامه لنفسه، تنمية الثقة بالوالدين، التدرب على حسن الاستماع والانصات للآخرين. كذلك الاستماع والانصات والصبر على أسئلة الطفل يشعر الطفل بالاحترام لرأيه.
  5. - من أهمية الإجابة زيادة الثقة بالنفس،المساعدة على النمو النفسي السليم والتكيّف الاجتماعي، تنمية المقدرة اللغوية والاستمتاع بالمشاركة.
  6. - لا يجب الكذب على الطفل لأنه أمر شرعي أولا وثانيا الطفل قد يسأل الطفل للتأكد من جوانب لديه أو ليختبر والديه.
  7. - النهر والزجر يهدم حسن السؤال لدى الطفل ويولد لديه الخوف من السؤال حتى في الشؤون المهمة له.
  8. - إهمال أجوبة الطفل يدفعه في أحيان كثيرة إلى البحث عن إجابة لهذه الأسئلة من الأصدقاء والقرناء فيكونون مصدر المعرفة.
  9. - قد يحصل الطفل على إجابات من مصادر أخرى فقد تكون خاطئة أو لا نرضاها وتنافي بيئتنا أو مبادئنا وربما يستغل الطفل جهلا منه بالإجابة.
  10. - الطفل عندما يجد صدرا رحبا لأسئلته يعود إليك ليسأل ويسأل بدلا من البحث عن مجيب آخر.
  11. - لدى بعض الآباء قناعة مفادها أن معرفة بعض الحقائق في سن مبكرة لها آثار سلبية، لذا على الآباء التخلي عن هذه القناعة الخاطئة ومحاولة إيصال الحقائق بالأسلوب المناسب لعمر وذكاء الطفل.
  12. - من الأسئلة المحرجة مايتعلق بالجنس لذا علينا الإجابة على أسئلته فيما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة بدلا من تلقيه المعلومات الخاطئة من أصدقاء السوء أو المصادر غير الموثوقة والمشبوهة.
  13. - الطفل سيتعلم حقائق الجنس عاجلا أو آجلا فمن الأفضل أن يتلقاها عن أم وأب عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة التدرج، فينمو وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره .
  14. - قد يسألك الطفل ولا تعلم الإجابة يمكنك أن تقول له:هذا سؤال جيد لكن لا أستطيع الإجابة عنه سوف نسأل والدك(أو أمك) أو لنبحث عن الإجابة في أحد الكتب، فإعطاؤه الإجابات الوافية تجعله سعيد ذو قيمة وأن لدى والديه ما يحتاج إليه ويفيده.
  15. - إخبار الطفل بعدم معرفة الإجابة الصحيحة لسؤاله وطلب بعض الوقت للبحث عن الإجابة يعلّم الطفل أن كل إنسان يعلم بعض الأشياء ويجهل أشياء أخرى، كما يمكن تشجيعه وتوجيهه للبحث عن الإجابة في مصادر أخرى كالكتب.
  16. - يفيدنا في أحيان كثيرة توضيح الأجوبة للطفل عن طريق الإستعانة ببعض الصور والرسوم التوضيحية مما يساعده في فهم المعلومة بطريقة بسيطة وصحيحة.
  17. - من المستحسن أن لا تنتظر الأم حتى يسألها طفلها بل عليها أن تعلمه وترشده وتوجهه لما يجهل وما يجب عليه معرفته وخصوصا إذا كان الطفل لا يسأل، كما تشجعه إلى ضرورة المعرفة واستكشاف العالم من حوله.
  18. - يعتقد بعض الآباء أن الحديث في موضوع الجنس يقلل من احترام الطفل لهم ويهز ثقته في أهله، لكن حتى الكذب على الطفل له النتائج نفسها.
  19. - عليك أيها المربي إعداد نفسك جيدا للمساهمة البناءة في الإجابة السليمة على أسئلة الطفل حتى لا تظهر بالمظهر الذي لا يتوقعه طفلك منك، ولأنه بناءا على أجوبتنا يبني الطفل مواقفه ومعتقداته وأحاسيسه.
إقرأ المزيد