متى يبدأ العناد؟ وماهي أشكاله؟


متى يبدأ العناد؟   
   
   يشكو الآباء والأمهات كثيرا من عناد أبنائهم هذا السلوك الذي يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، حيث تحدد الدراسات العلمية سن ظهور العناد بالسنة الثانية والنصف وتكون الذروة بين السن الثالثة والرابعة، وينتهي مع السن الخامسة، كما يبدو ظهوره جليّا  في سن الرابعة عشرة .
   

   فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه، لأنه يعتمد اعتماداً كلياً على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته؛ فيكون موقفه متسماً بالحياد والاتكالية والمرونة والانقياد النسبي.
   وبعد السنتين الأوليين من العمر) الفترة التي يبدأ فيها الطفل تأكيد ذاته، ورفضه سيطرة الآخرين عليه وتسلطهم وكبتهم لرغباته( حينما يتمكن الطفل من المشي والكلام يظهر العناد نتيجة لشعوره بالاستقلالية، ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، فيرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيال ورغبات.
   في سن الخامسة يحس الطفل بوجود الآخرين ، ويخشى أن يضيع وسطهم ، ولذا فإنه يسعى ليؤكد شخصيته فيظهر العناد .
   وفي سن الرابعة عشرة سن المراهقة يكون الفتى قد تجاوز عالم الطفولة، وشرع يدخل في عالم الكبار، فيأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين
إنّ العناد في الحالات السابقة عناد طبيعي ومؤقت، وضروري في مراحل النمو النفسي للطفل، وإذا واجهناه مواجهة ناجحة بترفق ، ولم نحاول المواجهة بعنف، فإنه سوف يتلاشى ويذوب من نفسه .
   
   عموماً إنّ الطفل أو المراهق وبمرور الوقت يكتشف أنّ العناد والتّحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه؛ فيتعلم العادات الاجتماعية السوية في الأخذ والعطاء، ويكتشف أن التعاون والتفاهم يفتحان آفاقاً جديدةً في الخبرات والمهارات الجديدة، خصوصاً إذا كان الأبوان يعاملان الطفل بشيء من المرونة والتفاهم وفتح باب الحوار معه، مع وجود الحنان الحازم.
  
   لذا على الوالدين أن يحسنا كيفية التعامل مع طفلهم ،لأنّه نتيجة التصرف السيّئ في علاج هذه الظاهرة تظهر مشاكل عديدة في حياة الطفل تؤثر في الحال وفي المستقبل، كما أنه يحوّل هذا العناد الطبيعي إلى عناد سيء مفرط، وقد تطول فترة بقائه إلى سنوات عديدة ويصبح نمطا وجزءا من شخصيّته.

متى يبدأ العناد؟
                                       

أشكال العناد:

   هي عبارة عن درجات غير منفصلة تظهر عند تعامل الطفل مع الكبار أو رفاقه و لكنها قد لا تظهر في جلسات التقويم النفسي و المقابلة الشخصية.

  • عناد التصميم و الإرادة : إنّه إيجابي ومحمود،نشجّعه وندعمه،كالطفل الذي يصر على محاولة إصلاح لعبة، وإذا فشل يصيح مصراً على تكرار محاولته مهما منعه الكبار.وهذه السمة لدى الطفل نستغلّها بمقارنة أدائه بإمكاناته الشّخصية وليس بإمكانات الآخرين من إخوته أو زملائه .
  • العناد المفتقد للوعي:عناد أرعن لا يجب الاستسلام له، لأنّه يفتقد لتقدير الأمور والوعي الكافي لإدراك الصحيح والخطأ، يتميز هذا النوع بتصميم الطفل على رغبته وإصراره على فعل دون النظر في عواقبه.كأن يصر على زيارة  صديق وقت الغداء، أو مشاهدة  برنامج تلفزيوني وقد حان وقت نومه، أو الخروج من البيت دون معطف والطقس بارد.
  • عناد تأكيد الذات: يظهر كمحاولة من الطفل لإثبات الذّات ولفت الأنظار إليه والاستقلال عن الآخرين. فنرى الطفل يحاول أن يعاند نفسه ويعذبها، ويصبح في صراع داخلي مع نفسه. قد تغضب الأم من طفلها،فيغتاظ منها،وحينما تطلب منه تناول الطعام يقوم بالرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعًا، وبرغم محاولات أمه وطلبها إليه تناول الطعام، وهو يظن بفعله هذا أنه يعذب نفسه بالتَّضوُّر جوعاً، هذه المكابرة تولد صراعاً بين رغبتي الطفل في الاستمرار في موقفه و بين اشتياقه لما عرض عليه. و هذا الصراع ينتهي بالتنازل عند محاولة الكبار في حله.
  •  العناد اضطراب سلوكي:عندما يعتاد الطفل العناد كوسيلةً متواصلة  للمعاكسة والمشاكسة ومعارضة الآخرين يصبح سلوكا راسخاً وصفة ثابتة في شخصيّته، ممّا يؤدي إلى اضطراب شديد في السلوك و الانفعالات و العلاقة مع الآخرين، بسبب النّزوع للمشاكسة و الخلاف مع الناس من حوله بسبب أو من دون سبب. هذا الشكل من العناد يعتبر حالة مرضية  وتحتاج  لاستشارة  المختصّين لعلاجها.
  • العناد كترجمة لما في داخله : هذا النوع من العناد يظهر بسبب الضّيق الشّديد الذي يعيشه والذي يفرغ من خلاله التوتّر المشحون في صدره.
  •  عناد فسيولوجي: بعض الإصابات العضوية للدماغ مثل أنواع التخلف العقلي، يمكن أن يظهر الطفل معها في مظهر المعاند السلبي.

إقرأ المزيد

العناد ماهيته وأنواعه


   السلام عليكم أهلا بكم في الحلقة الثانية من سلسلة ابني عنيد ماذا أفعل؟ اليوم إن شاء الله سنتعرف سويا على سلوك العناد ونتعرف على أنواعه كي تتضح لنا الصورة أكثر، ثم ننتقل بعد ذلك إلى معرفة متى يبدأ هذا السلوك، وماهي أشكاله في الحلقة الثالثة من السلسلة فلننطلق معا.
                                    

ماهو العناد؟
  

   العناد من المشكلات اليومية التي تواجه الآباء والمدرسات في مرحلة مبكرة من العمر.هو سلوك إنساني طبيعي وظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال، حيث يرفض الطفل ما يؤمر به وإن كان مفيدا أو يصر على تصرف ما و إن كان خاطئاً ، ولا يتراجع عنه، حتى في حالة الإكراه والقسر يبقى الطفل محتفظاً برأيه وموقفه ولو داخلياً، وتتراوح درجته من طفل لآخر وفقا لبيئته وتركيبته الشّخصية‏ وطريقة معاملته ،قد يكون مرحلة عابرة من حياة الطفل تختفي مع مرور الوقت، أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة وسلوك ثابت في شخصية الطفل.
 

   هو محصلة للتصادم بين رغبات الطفل و طموحاته و أوامر الكبار و نواهيهم. فيحتارون... لأنّهم لا يعرفون أيّ أسلوب تربية يتّبعون معه‏، فهناك من يرضخ لطلباته ويلبّي كلّ أوامره‏،‏ ويتحمل بعد ذلك عناده في صمت‏، وهناك من يلجأ إلى أسلوب الرّفض والتهديد والوعيد متجاهلا هنا أنّ عناد الطفل ليس سوى مجرّد محاولة منه للبحث عن ذاته واستكشاف قدرته على فرض نفسه واستقلاليته عن الآخرين‏، أو ربّما هو صرخة منه لِلَفْتِ الانتباه لاحتياجه إلى بعض الحنان والحب‏. 

                               

أنواع العناد:
  • العناد الطبيعي: 
   يبدأ من سن الثانية ولا يعد خطراً، بل يعتبر ضرورياً للطفل لأنّه لغة الاستقلاليّة ودليل على قوة الشخصية عنده . نستطيع أن نقول أن العناد يكون طبيعيا إذا كان في أوانه، معناه في الحالات الطبيعية لظهوره (سنتكلم عن هذه النقطة في تدوينة لاحقة عنوانها متى يبدأ العناد) فالطفل الذي لا يظهر عنده العناد الطبيعي غالباً ما نجد في شخصيته  خضوعاً واستسلاماً يؤدي به مستقبلاً إلى آفات خطيرة مثل الخجل والانطوائية والجبن.
  • العناد المشكل:
   إن عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي يولّد العناد المشكل، فالعناد المشكل هو تطور سلبي للعناد الطبيعي، الذي تطول فترته ويترك آثاراً سيئة يعاني منها الأهل والمربون، وقد تطبع حياة الطفل بطابع العنف و اللامبالاة والاستهتار وعدم الرغبة في التعلم ، والأخطر من هذا قد يصاب بعدم التواؤم النفسي مع حياته الاجتماعية فيضطرب، وقد تسلمه حالته هذه إلى أنواع من الأمراض النفسية والعقلية والاجتماعية .
إقرأ المزيد

كيفية التعامل مع الأطفال العدوانييَن

   إن تحويل الطفل من شخصية عدوانية إلى طفل غير عدواني أمر يحتاج بعض الوقت والصبر، وهناك مجموعة من الاقتراحات والنصائح للمساعدة على التعامل مع الطفل العدواني:
 - كلما رأيت طفلك في موقف معين يتصرف بعدوانية أو عنف، فعليك أن تقوم بالتدخل ومحاولة البداية بتحذيره أو إعطائه نصيحة أو فكرة عن طرق أفضل وأكثر هدوءا يمكنه من خلالها التعامل مع الموقف بطريقة أكثر إيجابية. فمثلا إذا كان طفلك يريد أن يأخذ لعبة معينة من صديقه أو شقيقه فانصحه أن يقوم بطلب اللعبة بطريقة لفظية إيجابية وإذا لم يستمع الطفل لكلامك فعليك أن تتحدث معه وتناقشه بطريقة جادة.
 - يجب أن تلتزم بأن تكون أعصابك متماسكة حتى يراك قدوة حسنة أمامه. أن يكون الأهل قدوة لأطفالهم، أمر لا يعني إخفاءهم لمشاعرهم، فيجب أن يتمكن الطفل من رؤية أهله يتصرفون على طبيعتهم دون إخفاء للمشاعر أو المخاوف. فيجب أن يرى الطفل أن والده أو والدته يمتلك الثقة والتحكم بالنفس اللذين يسمحان له بالتصرف بعقلانية حتى وهو غاضب.وأيضا أن يكون الأب أو الأم قدوة ومثالا لأطفالهم لا يعني فقط تحكمه في مشاعره ولكن يعني أيضا مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره سواء كانت سلبية أو إيجابية. ويمكن للأم أن تبدأ بإظهار التعاطف والدعم للآخرين عن طريق بعض الأعمال التطوّعية مثل تقديم الأزهار أو سلال الفاكهة للجيران أو زيارة المرضى من الأطفال في المستشفيات.
 - لا ينبغي أن يظهر الآباء أمام الطفل بمظهر الضعف أو القلق تجاه ثورات الغضب والعدوان التي يقوم بها الطفل، كما أنه لا يجب أن نظهر عدم المبالاة أو عدم الاهتمام بذلك السلوك على أنه سلوك منبوذ اجتماعياَ وغير مقبول خلقياً.
 - يجب أن لا تلجأ أيّها المربي للسلوك العنيف مثل: الضرب، والصراخ، وقذف الأشياء، ووصف الطفل بأشياء لن تحد من سلوكه السيئ بأي حال من الأحوال، لأن ذلك يعطيه أمثلة على سلوكيات جديدة لتجربتها، فالعقاب البدني سيقنعه أن الضرب والإيذاء مسموح والعقاب اللفظي سيشعره بالنقص وعدم الثقة بالنفس التي يمكن أن تؤدي إلى العدوان. بل يجب إعطاء المثال الحسن، في ضبط النفس، فهذا ما سيجعله أكثر قناعة بقدرته على ضبط نفسه.
 - يجب أن تأخذ نفساً عميقاً، وتعد إلى العشرة، وتقنع نفسك بأن الأمر ليس معركة مع الطفل، وبأنك يجب أن لا تغضب، وإذا استدعى الأمر، فلتذهب إلى مكان آخر حتى يهدأ غضبك.
 - إذا كان لابد من معاقبة الطفل فاستخدم معه أسلوب الإقصاء. إن استخدام الإقصاء لمدة محدودة هو من أفضل الأساليب العقابية للطفل العدواني ( أي عزل الطفل عن الحصول على المعززات الدافعة للعدوان )  


كيفية التعامل مع الطفل العدواني
                                            
- عندما يرتكب الطفل عملا عدوانيا يجب أن تكون الاستجابة سريعة من المربي فالأم مثلا يجب أن تترك ما تفعله مباشرة، وتطلب من الطفل الجلوس معها وتبقى صامتة. ثم تقوم باحتضانه أو لمسه بطريقة ودية، وبعد دقائق من الهدوء تناقش الطفل باختصار حول ما فعله، ثم تعاود ما كانت تقوم به سابقا.
 - مناقشة السلوك الخاطئ يجب أن يتمّ فورا بمجرد أن يجلس الطفل ويهدأ وقبل أن ينسى ما حدث، بعد ساعتين يمكن استعراض الظروف التي أدت إلى ما حصل، ويطلب من الطفل أن يفسر ما الذي أثاره، ويجب أن يفهم الطفل أن الغضب شيء طبيعي، لكن التعبير عنه بشكل عدواني هو غير الطبيعي. ويتم اقتراح طرق أفضل للاستجابة، فمثلا يمكن أن يخاطب أخاه قائلا: أنا فعلا غاضب لأنك أخذت كرتي ، أو بأن يبتعد عن الشخص أو المكان ويأخذ وقتا ليهدأ ويفكر بما يمكن عمله.
 - التأديب والمحاسبة يجب أن تكون بشكل دائم ليتعلم الطفل وبمرور الوقت كيف يميز الفعل الخاطئ من الصحيح، وان يتوقع العقاب إذا اقترف سلوكا خاطئا، وهذا ما سوف ينظم ويضبط سلوكه.
 - استغلال الفرص المناسبة و تمرير رسالة خفية للطفل تظهر نبذ هذا السلوك من خلال موقف يظهر أمام الطفل أو سرد قصة دون إحراجه.
 - تعزيز ضبط النفس: فبدلا من لفت نظر الطفل عندما يسلك سلوكا سيئا، فيجب أن يمتدح عند قيامه بسلوك حسن، أي بتعزيز السلوك الايجابي لديه، والتأكيد على أن ضبط النفس، وحل الصراعات مهارات يحتاج لإتقانها وممارستها، وإذا واجه صعوبة في تقبل هذا الأمر واستيعابه، فيستحب مكافأته في كل مرة يتمكن فيها من ضبط نفسه (خاصة الأكبر سنا). ويمكن لهذه المكافأة أن تكون بسيطة كمنحه وقتا إضافيا للعب، أو الذهاب في نزهة.
 - ضرورة توافر المعاملة المتساوية العادلة بقدر الإمكان بين الأطفال وعدم تمييز بعضهم على بعض، كما لا يجب عقد مقارنات بين الأطفال في قدراتهم وصفاتهم الشخصية.
 - تشجيع الطفل على محبة الغير، فكلما أحب الطفل الآخرين كلما قل عدوانه عليهم ، شجعه على التعاطف والاهتمام بالآخرين وذلك بتوضيح مدى الأذى الذي سيلحق بالأطفال المعتدى عليهم ، وقديم المديح في كل مرة يظهر فيها الطفل العدواني الاهتمام بالآخرين وبمعاناتهم.
 - تعزيز شعور الطفل بالسعادة والثقة وإبعاد الطفل عن مشاهدة النزاعات الأسرية.
 - عدم توفير مطالب الطفل كلها في الحال ولكن إرجاء بعضها إلى وقت لاحق حتى لا يتعود على أسلوب البكاء والغضب حينما يريد تحقيق رغباته فالحياة لن تعطيه كل ما يريد في المستقبل.
 - عدم الإكثار من التدخل في حرية الطفل وأنشطته أو تحديد حركته أو على الطاعة العمياء دون تذكير أو نقد أو مناقشة.
 - تحميل الطفل مسؤولية أفعاله وأيضا تعليمه الأسباب الأخلاقية لعدم التصرف بعدوانية فيجب أن يتعلم أن التصرف بعدوانية يسبب الأذى للآخرين، وذلك بهدف تنمية الحس الأخلاقي لديه، والتعاطف مع الآخرين، فهو حتما بحاجة إلى اكتساب بعض المبادئ المتعلقة بسلوكه وتأثيره على الآخرين.
- عدم الإكثار من التدخل في حرية الطفل وأنشطته أو تحديد حركته أو على الطاعة العمياء دون تذكير أو نقد أو مناقشة.
- تدريب الطفل على التعبير عن ذاته من خلال الحديث والحوار مع الآخرين واللجوء إلى الأكبر منه سناً لطلب المساعدة بدلاً من الاعتداء بالضرب.
- مساعدة الطفل كي يحصل على حقوقه دون إيذاء مشاعر الآخرين أو أفكارهم أو الاعتداء عليهم ودون صراعات.فمثلاً عندما يأخذ طفل آخر شيئاً ما يخص طفلك فإن على طفلك أن يقول له"هذا لي من فضلك أرجعه إليّ " وفي ذلك جرأة إيجابية تؤكد ذاته وتحفظ حقوقه، وعلينا أن نعلمه وندربه على قول لا ، عندما تُنتهك حقوقه الخاصة ولكن دون الاعتداء على حقوق الآخرين.
 - يجب أن تعّود الطفل العدواني أن يَكون حَكماً على نفسه بمعنى أن نجعله يفكّر قبل أن يتصرف، و يعيش الدور كما لو كان قد وقع عليه العدوان ويمكن أن نذكره الخسائر التي لحقت به جراء اعتدائه على أطفال سابقين وما ترتب على ذلك من فقدان الصداقات ونبذ الآخرين له.
 - على الوالدين الاتفاق على نظام منزلي يركز على عدم الرضى عن السلوك العدواني، لمنع حدوثه ، مع تعويد الطفل أن يعتذر لإخوته عندما يخطئ.
 - وثق علاقتك بالطفل واحترمه وعمّق حبك له وأشعره بالدّفء،و أشبع جميع حاجاته المشروعة.
   على كل حال أهم نصيحة كي تساعد طفلك العدواني على الهدوء، كُن أنت هادئا مع عدم محاولة التحدث إليه حتى يهدأ وحاول أن تكون على دراية تامة بشخصية طفلك لأن هذا يمنحك القدرة على توقع تصرفاته وتحركاته.فبعض الأطفال لا يملكون القدرة على التعبير عما يضايقهم ،فمثلا إذا كان طفلك لا يجيد التعامل مع الظروف المفاجئة، حاول أن تحافظ على روتينه اليومي.
   إذا لم تفلح كل هذه التقنيات في ضبط سلوك الطفل العدواني، وأصبح من الصعب عليه المشاركة في المدرسة والعائلة والنشاطات الاجتماعية والرياضية الأخرى، فيجب الاستعانة بأخصائي أطفال نفسي، والذي يمكنه أن يُقيّم سلوك الطفل، وسوف يتم العلاج استنادا إلى الأسباب التي أدّت إلى السلوك العدواني لدى الطفل.         
إقرأ المزيد

مدخل إلى سلسلة ابني عنيد ماذا أفعل؟


سلسلة ابني عنيد ماذا أفعل؟
     
      


    ولدك صعب! لا يصغي إليك أبداً؟ يرغب في تنفيذ ما يحلو له ؟ يدفعك إلى الصراخ والضرب؟ يريد أن تكون الكلمة الأخيرة دائمًا له؟ لا يتراجع حتى يحصل على طلبه؟ إذا كان الجواب نعم فهنيئًا لك... إنه صعب المراس لكنّه يتمتّع بالقدرة على القيادة والريادة. هذا ما يقوله أندرو فولر مؤلف كتاب "ولدي صعب... ماذا أفعل؟" (الصادر عن منشورات دار الفراشة)
   

   

     السلام عليكم، ومرحبا بكم في التدوينة الأولى لسلسلة طفلي عنيد ماذا أفعل؟ هذه السلسلة التي سنتعرف من خلالها أكثر على هذا السلوك الشائع الذي لا يكاد بيت يخلو منه، وعلى الأسباب الرئيسية لعناد الطفل وكيف نتعامل معه، فالتـربية الصحيحة والتنشئة المبنية عـلى عـلم ودراية هي أفضل الطـرق وأسـاسها من البداية لحل مشاكل الأطفـال، بـل هي التي تنشئ طفـلا سـليما معافى في جـسده وعـقله وفكـره ونفـسيته.

     تعجبني عبارة قالتها الأستاذة رانية طه الودية مستشارة أسريّة في موقع لها أون لاين: "إنّ الطرق التربوية التي نستخدمها مع الطفل؛ هي التي تدفعه ليستخدم عناده كلغة يقول بها للوالدين لحظة أسلوبكما في التعامل معي لا يناسبني، ولا يتماشى مع استقلالي واحتياجاتي!" . ويقول الدكتور حاتم آدم الاستشاري الاجتماعي لموقع الإخوان المسلمون: الطفل الطبيعي فضوليٌّ فوضويٌّ، متمركز حول ذاته، كثير النشاط والحركة، وتأتي عملية التربية لتحويل ذلك الكائن إلى آخر، متعاون اجتماعي، مهذَّب في تعاملاته، ويراعي الآخرين، وحسب قوة العلاقة بين الطفل والشخص القائم على العملية التربوية- وهي الأم غالبًا- تَطُولُ أو تَقصُر عمليةُ التحوُّل هذه.
   

   لذا اعلما أيّتها الأم وأيّها الأب أنّ تعاملكما مع ولدكما العنيد ليس أمراً سهلاً لذلك لا بد أن تتحلّيا بالحكمة والصبر ولا تيأسا ولا تستسلما، فالاستسلام أحياناً يعلم الطفل فنيات الإصرار و العناد.  الأطفال يتّسمون بالاختلاف أكثر من الكبار ، ولذلك لا بد من تقويم كل حالة على حدة و فهم الأسباب و ما عساه قد يكون مساهماً في نشوء هذا السلوك. وتذكرا أنّه عندما تكون توقعاتك و طلباتك من طفلك بعيدة عن الواقع و غير مناسبة لقدراته و إمكاناته ينتج عن ذلك شعور بالفشل. و عندما تُصر على قناعاتك و توقعاتك يبدأ طفلك بالرفض كسلوك عنادي. وهو في الحقيقة لا يعاندك و لكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي تُصر على إيقاعه فيه غير آبه بمشاعر الخوف و الإحباط عنده. و هو في هذه الحالة أفضل منك في تقدير إمكاناته و ما يمكنه فعله.
   

    يقول علماء التربية: كثيرا ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب، وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد.
 

   إذن عليك أيتها الأم أيها الأب مراجعة أسلوبكم في معاملتكم لابنكم لأن "العناد إشارة حمراء يرسلها الابن ليقول لن أغير سلوكي حتى تغيروا أسلوبكم، فماذا أنتم فاعلون؟! "
فأتمنّى أن تفيدكم هذه السلسلة في معرفة المزيد عن الموضوع فتابعونا في تدوينات لاحقة إن شاء الله والسلام عليكم.
إقرأ المزيد