عن الويب الجزائري أقول

 السلام عليكم أريد أن أنبّه متابعي مدونة تربية طفلي أن هذه التدوينة هي مشاركة مني في دورة يوم التدوين الجزائري على الرابط التالي: http://dzblogday.org
  
 بصفتي مدونة جزائرية  وناطقة باسم الجزائر أريد مشاركة إخواني المدونين الجزائريين هذا اليوم في موضوع الويب الجزائري إسهاما مني في إثراء المحتوى العربي على شبكة الأنترنت.لا أعرف تحديدا من أين أبدأ وماذا أقول بالمناسبة ولكن لا بأس بالمحاولة.



  دخلت الأنترنت إلى الجزائر سنة 1993 عن طريق (cerist) مركز البحث للمعلومات العلمية والتقنية التابع للجزائر، ومن أكبر المشاكل التي اعترضت ولا تزال تعترض الانتشار الواسع لخدمات الأنترنت في الجزائر هي هيمنة واحتكار "الجزائرية للاتصالات للخدمة"، ورغم وجود عدد كبير من مزودي خدمات الأنترنت إلا أنهم جميعا يعملون من خلال الجزائرية للاتصالات التي تبقى مسيطرة لوحدها وتقدم أسعارا مرتفعة في ظل غياب أي شركات منافسة. وبالنسبة لأكبر المشاكل التي يتعرض لها مستخدم الويب الجزائري اليوم هي انقطاعات الأنترنت وأيضا بطء سرعة تدفق الأنترنت، فالجزائر هذه السنة (بتاريخ 2 فيفري إلى غاية 27 جويلية) تحتل المرتبة 175 يعني المرتبة ما قبل الأخيرة عالميا من حيث سرعة تدفق الأنترنت حسب دراسة قامت بها مؤسسة نت أنديكس الأمريكية. هناك أيضا تكاليف اشتراك الأنترنت التي ليست في متناول الجميع، هذا الوضع الذي يختلف كثيرا عن وضع مستخدمي الأنترنت في الخليج العربي الذين يشكلون أكبر نسبة لمستخدمي الأنترنت في العالم العربي، لأن تكاليف شراء الكمبيوترات واشتراك الأنترنت أقل بكثير من الدول الأخرى بالإضافة إلى كون الكثير من هذه الدول تواكب التقنية بشكل مستمر وتقوم بتطوير البنية التحتية للأنترنت.

  كما تشهد الجزائر وثبة في استعمال الأنترنت وزيادة في عدد المشتركين، فبحلول سنة 2006 أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن مستخدمي الأنترنت في الجزائر بلغ 3 ملايين مستخدم،كما بلغ عدد مشتركي الأنترنت ذات التدفق العالي لجواب ب 3754.84 مشترك . وهناك أيضا دراسات قامت بإعطاء فكرة عن اهتمامات المستخدم الجزائري وإحصائيات حول الويب الجزائري من أهمها مبادرة مؤسسة (إيدياتيك) و(ميد أند كوم) التي أجرت في  السنوات الأخيرة دراسات حول واقع وآفاق وسائط الإعلام والاتصال بعنوان "واب ديالنا" الذي هو الأكبر من نوعه في الجزائر، عن طريق نشر الاستبيانات الإلكترونية عبر العديد من المواقع الجزائرية المشهورة.

  بالنسبة لنشاط المستخدم الجزائري للأنترنت فهو نشاط سلبي، وتركزت اهتماماته خاصة على مواقع الأخبار التي تخص موضوع الساحة، ومواقع الخدمات المتعلقة بمحركات البحث والتحميل والشغل، مواقع المحادثة والدردشة،اليوتيب، المواقع الإباحية، البريد الإلكتروني، الموسيقى، الألعاب، الأفلام، أيضا دون أن ننسى شبكات التواصل الإجتماعي على رأسها الفايس بوك التي أسرت مستخدم الويب الجزائري. فالشباب الجزائري وجد عزاءه في مواقع التواصل الإجتماعي وصاروا يعبرون بأسماء مستعارة عن أفكارهم وأحلامهم وقدراتهم البناءة آملين أن يجدوا حريتهم في التعبير التي لم يجدوها في الواقع الذي يعيشونه في الحياة اليومية. يعني بين قوسين اهتمامات يندى لها الجبين، الفئة القليلة تهتم بالشؤون الدراسية والبحوث العلمية والمنتديات الفكرية والمعلومات التقنية. دون أن ننس أن أكثر من نصف مستعملي الأنترنت الجزائريين من ذوي المستوى التعليمي العالي بكالوريا وسنة إلى خمس سنوات جامعية (دراسة واب ديالنا 2010).

  كانت هذه نظرة عامة عن الويب الجزائري ومشاكله واهتمامات المستخدم الجزائري. يأتي الآن دوري لأقول كلمتي، فرغم مرور السنين على تواجد الأنترنت إلا أن المجتمع لا يزال لا يجيد  التعامل مع هذه التكنولوجيا في غياب ثقافة نشر التكنولوجيا المعلوماتية بين أفراد المجتمع. فنحن بحاجة إلى تطويركفاءات وكوادر (بشرية) قادرة على صنع محتوى متطور، دون أن ننسى تطوير البنى التحتية للأنترنت ومنع احتكار الخدمات وخفض التكاليف. نحن بحاجة أيضا إلى ثورة رقمية حسب التغييرات الإجتماعية والسياسية والثقافية. نحن بحاجة إلى ولوج عالم الأنترنت واستغلال وسائطه للتعريف والترويج المنتوجات الإبداعية والفنية وعرض المؤهلات العلمية والعملية والقدرة على التواصل البناء. نحن بحاجة إلى المساهمة في الشبكة العنكبوتية وإثراء المحتوى العربي.

  لأن لنا فكرنا، لنا ثقافتنا، لنا ديننا، لنا مفاهيمنا لنا مشاعرنا، ولنا كفاءاتنا، فنريد أن تكون لنا أيضا كلمتنا وبصمتنا وإسهاماتنا أكيد فيما يرضي الله. نحتاج للتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات والمعارف والتطوير لمنح الويب الجزائري اعتباره ، فنحن لا نلغي وجود مواقع جزائرية رائدة وخدمات  جزائرية ذات جودة ومدونين جادين عبر شبكة الأنترنت، إلا أننا نريد مساعي وأهداف وخطط أكبر لمسايرة التكنولوجيا والتقنية والمعلوماتية عبر الأنترنت. 
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم لكل مهتم، بتاريخ 5 فيفري 2013 قامت لجنة التحكيم ليوم التدوين الجزائري باختيار موضوع "الواب الجزائري.. وتستمر الحكاية" لقاسم بوكراع كأحسن مساهمة لهذه السنة باللغة العربية، موضوع جميل يتحدث عن تجربة شخصية جديرة بالقراءة يمكنكم الاطلاع عليها من الرابط التالي:http://www.kacemb.com/?p=230 فتهانينا لقاسم.

    ردحذف