اللعب مع الطفل 2



   اللعب بحرية حق من حقوق الطفل وفرصة لا تعوض للتعلم بطريقة سهلة وممتعة، وطريقة فعالة لتبادل المشاعر فكلما كان اقترابك من طفلك أكبر كلما زادت ثقته بنفسه وقويت شخصيته أكثر. من خلال لعبك معه  سيكتشف قدراته ومواهبه فتزيد معرفته بنفسه وثقته بها. من خلال لعبك معه سيتعلم كيف ينجح لأنه يحاول أمامك وأنت تشجعه وتدعم محاولاته ولو كانت محاولات فاشلة. معك ابنك سيتعلم كيف يحاول وكيف لا يصاب بالإحباط، معك ابنك سيتعلم كيف ينجح ويتخطى الفشل.

   إذن هذه فرصتك كأب لمعرفة قدرات طفلك ومهاراته التي يتمتع بها واستثمارها، أيضا معرفة ردود أفعاله إزاء المواقف الحياتية المختلفة وتصويبها. هي فرصة لتعرف نقاط ضعفه وتحاول تحسينها ونقاط قوته فتستثمرها، عن طريق تمرير بعض الرسائل الإيجابية له، وزرع بعض الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة فيه. هو طريقك المختصر إلى قلب ابنك، به ستقترب من طفلك أكثر وتعرف ما يحب ويكره، وتعرف بما يفكر وما هي اهتماماته وما هي انشغالاته. 



   للآباء الذين يحرمون أبناءهم من اللعب ويمنعونهم من ممارسته حرصا على مصلحتهم وخوفا على مستقبلهم وللذين ينظرون للعب على أساس أنه مضيعة للوقت لهؤلاء أقول، احرصوا على توفير فرص اللعب لأبنائكم وممارسته ولا تحرموهم منها سواءا داخل البيت أو خارجه، لأنه أداة فاعلة وحاجة أساسية ملحة لنمو أفضل لأبنائنا وتربة خصبة لا يمكن الاستغناء عنها في نمو علاقات دائمة من الثقة والحب والرقة والحنان والرحمة. أيضا احرصوا على توفير فرص اللعب الجماعي لأولادكم، فمع مرور الوقت وهبوب رياح التطور في مجتمعاتنا بدأت الألعاب الجماعية تقل، وأصبحت تنافسها الألعاب الفردية القائمة على التفاعل المادي التي أدت إلى ازدياد أوقات الوحدة لدى الطفل.

   تذكر أن لعب الأب الرجل مع الطفل جانب تكميلي، فغالبا تقول الأم للطفل احذر أن تسقط لكن الأب يشجعه ويقول "حاول فأنت أقوى". كذلك إذا طلب منك طفلك اللعب معه فحاول أن تلبي له طلبه، واحذر أن تعتقد بأن ذلك سيحط من قدرك ويقلل من احترامك كأب. أخيرا أضيف أن مشاركة الطفل لا تعني مراقبته والحد من حركته وإنما المساهمة فيما يقوم به مع ترك مساحة له للتعبير عن نفسه من خلال لعبه، فأوقاتا ممتعة في اللعب مع أبنائكم.

إقرأ المزيد

قصيدة أب للشاعر عمر بهاء الدين الأميري





   اليوم اخترنا لكم قصيدة جميلة من روائع الشاعر السوري الراحل الذي عُرِف بشاعر الإنسانية المؤمنة عمر بهاء الدين الأميري  من ديوانه "أب". في هذه القصيدة حاول الشاعر أن يرسم طفولة أولاده في صور طبيعية غير مصطنعة، وقد نالت من الذيوع والانتشار ما جعل الشاعر نفسه يعجب من ذلك  حتى سماها قصيدة محظوظة !     
  هي قصيدة في الحنين إلى أولاده في طفولتهم، حينما خرجوا من داره في مصيف (قرنايل) بلبنان عام 1377 هـ عائدين إلى دارهم في (حلب) وتركوه وحيداً في صمت ثقيل ، بعد الصخب الذي كانوا يشعلونه في كل زاوية من البيت، فما كان منه إلا أن أطلق هذا الاستفهام الظامئ اللاهث خلف كل أثر تركوه من حوله ، بحثاً عن اللذة التي لا تعرف إلا حين تفتقد.نترككم مع القصيدة، فقراءة ممتعة مع هذه القصيدة الفريدة لما احتوته من قوة التصوير وروعة التعبير، والتي قال فيها الشاعر والأديب الأستاذ عباس محمود العقاد في إحدى المناسبات بإحدى ندواته بمنزله: "لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد، لكانت هذه القصيدة في طليعته!"




أين الضجيج العذب والشغب                       أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها                             أين الدمي في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرضٍ                        أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في                         وقتٍ معاً ، والحزن والطرب

أين التسابق في مجاورتي                          شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي                          والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم                           نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا                          ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم ( بابا ) إذا ابتعدوا                        ونجيهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا                         واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت                      أثقاله في الدار إذا غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها                            فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا،أجل ذهبوا، ومسكنهم                      في القلب، ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفت                             نفسي ، وقد سكنوا وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم                        في الدار ، ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا                         ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر                            وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا                     في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا من الجد                     وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا                   في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا                     في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت                         عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في (قرنايل ) نزلوا                      واليوم قد ضمتهم ( حلب)
دمعي الذي كتمته جلداً                           لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا                      من أضعلي قلباً بهم يحب
ألفتني كالطفل عاطفة                            فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل                      يبكي ، ولو لم أبك فالعجب
هيهات ، ما كل البكا خور                     إني وبي عزم الرجال ، أب !


روابط:







إقرأ المزيد

اللعب مع الطفل 1



   هل تريد أن تبني جسور الثقة بينك وبين ابنك وتزيد أواصر المحبة بينكما؟ هل تريد أن يحبك ابنك ويقترب منك أكثر؟هل تريد أن تنمي سلوك طفلك وشخصيته؟ هل تريد أن ينشأ ابنك واثقا من نفسه اجتماعيا في علاقاته؟ إذا كان جوابك نعم، فإليك إحدى الطرق التي ستحقق لك ذلك ألا وهي اللعب. فما هو اللعب وكيف يمكن من خلاله تحقيق كل ذلك؟

   اللعب للإنسان حاجة نفسية لخفض حالة التوتر والترويح عن النفس وتخفيف الضغوط وإزالتها، وللأطفال نشاط طبيعي يميلون إليه بشكل تلقائي ويمارسونه من أجل التسلية والحصول على المتعة، وشغل أوقات الفراغ. وهو انطلاقة لحياة أفضل له، وبداية لاكتشاف أشياء كثيرة في حياته. اللعب للإنسان سبيل بناء شخصية متكاملة وللطفل أنفاسه  التي يحيى بها.

   اعلم أن الخمس وقيل السبع السنوات الأولى من عمر الطفل تعتبر أهم مرحلة عمرية، فمن خلال هذه المرحلة يتعلم ابنك الكثير من المهارات الحياتية المختلفة خاصة المهارات الاجتماعية والمهارات الوجدانية. منها القدرة على الاعتماد على الذات، القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات، القدرة على مواجهة التحديات وتحمل الصعوبات والصبر على الابتلاءات. لطفلك في هذه المرحلة السنية رغبة وقدرة هائلة على التعلم،هذه الرغبة يمكن استثمارها عن طريق اللعب معه، فدورك التربوي كأب سيبدأ منذ الشهور الأولى لحياته من خلال مناغاته، حمله، مداعبته واللعب معه.هذه العلاقة ستنمو وتتطور بشكل أقوى وأعمق لتشكل اللبنة الأولى لعلاقاته مع الآخرين خارج نطاق الأسرة. سأذكر بعضا من فوائد اللعب لتتضح لنا الصورة أكثر. 

اللعب مع الطفل


   اللعب يعني نشاط، حركة، طاقة، فهو بالتالي يقوي العضلات وينشط الجسم ويكسب اللياقة البدنية، ناهيك عن صرف الطاقة الزائدة. يساعد اللعب الطفل على اكتشاف العالم الخارجي والحصول على المعلومات بنفسه، وهذا ينمي حصيلته المعرفية. أيضا في دائرة اللعب هناك اللعب الجماعي الذي يخلص الطفل من الخجل والانطواء على الذات، ويساعده على إقامة علاقات جديدة مع الآخرين فتزداد حصيلته المعرفية واللغوية، كما يعلمه احترام مصلحة الجماعة. فانخراطه في علاقات اجتماعية مع زملاء اللعب يعلمه أدوار الأخذ والعطاء وبالتالي يتعاونون على حل المشكلات وتنمو لديهم روح الإبداع والابتكار. باللعب ينصهر الطفل في محيطه ويتعلم واجباته كما يعي حقوقه، ويتعرف على حدوده ولا يتعدى حدود الآخرين. فاللعب ساحة وحلبة للتنافس والتحدي وإبراز المهارات والقدرات، واكتشاف المواهب والنبوغ لدى الأبناء، أيضا طريقة فعالة لتنمية التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة.

   الشعور بالرضى، الثقة بالنفس، تقبل الفوز والخسارة، الروح الرياضية، التعاون، الإيثار، الأمانة، الصدق، الصداقة، المحبة،التسامح، التحدي، النجاح، المبادرة والقيادة،كلها معان سيتعلمها الطفل من خلال اللعب الجماعي خاصة لعب الوالدين والأهل مع أطفالهم. فاللعب عامل تربوي مهم يساعدنا في التغيير الذي نريده في شخصيات أطفالنا.

   شارك ابنك اللعب وتصابى معه كما لو كنت مثله، بمعنى اجعل نفسك في مستوى طفلك، فهي فرصة لتحدثه بعبارات الحب والود والصداقة والمجاملة. شاركه المرح والضحك فذلك سيكون ممتعا له ولك أيضا، فليس هناك أم أو أب لا يسعدان برؤية ابنهما فرحا مسرورا والابتسامة مرسومة على شفتيه.
    اجعل قدوتك في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، فورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتصابى لحفيديه الحسن والحسين عليهما السلام كما في الرواية عن جابر الأنصاري أنّه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على ظهره وهو يجثو لهما ويقول " نِعمَ الجمل جملكما، ونِعمَ العدلان أنتما "
إقرأ المزيد

الربح من الأنترنت وعلاقته بالتدوين

   كما وعدتكم في التدوينة السابقة "سنة أولى تدوين" واستكمالا للحديث، اليوم سأحكي لكم قصة انطلاقة مشواري مع التدوين. تبدأ القصة منذ أزيد من سنتين عندما دخلت الأنترنت بيتنا لأول مرة هذا حال الكثير من الجزائريين، دخلت الانترنت البيوت في وقت متأخر جدا مقارنة مع دول عربية كثيرة الأسباب معروفة بالنسبة لنا ولقد تحدثت عن الموضوع في تدوينة سابقة. حينها كان لدينا جهاز كمبيوتر واحد في البيت جهاز عائلي يتشارك فيه الكثير من الأفراد لذا كانت فرص استغلال الأنترنت ضئيلة، بالنسبة لي كان استغلالي لها مقتصرا على تحميل الدروس والمحاضرات نسخها على فلاشة والاستماع إليها في مسجلة. شهرين من بعد ذلك حصلت على أول جهاز حاسوب خاص بي هنا بدأت فرص استغلال الأنترنت تزيد، ولفترة طويلة كان دوري فيها مقتصرا على تحميل الكتب بالدرجة الأولى لأنني كنت أحب قراءة الكتب وشغوفة بالعلم، وأيضا تحميل البرامج التعليمية وبرامج الكمبيوتر، كنت أمر على المنتديات والمواقع مرور الكرام، آخذ المعلومة التي أبحث عنها وأنصرف  والتسجيل فيها كان بهدف الحصول على رابط للتحميل فقط  (أكيد صادفتكم في كثير من المنتديات عبارة " سجل أولا لمعاينة الرابط " ) لم يخطر ببالي يوما المشاركة فيها، حينها لم أكن أعلم عن هذا العالم شيئا ولم يكن لدي الوقت الكافي لأستكشفه. 

   سنة من بعد ذلك يخبرني أحدهم بأن هناك طريقة للربح من الأنترنت عن طريق إنشاء المواقع هذه المرة لم أدع المعلومة تفوتني وتحديته أن أكون من زمرة الرابحين من الأنترنت. هنا تبدأ رحلتي في استكشاف العالم الافتراضي، لأزيد من شهرين بحثت في الموضوع مطوّلا وقرأت عنه الكثير الكثير قرأت مكتبة ضخمة فيما يخص موضوع الربح من الأنترنت ومجموعة هائلة من المقالات المتناثرة هنا وهناك العربية منها والأجنبية،  لم أكتف عن البحث في موضوع الربح فقط بل تعديته للبحث في الحكم الشرعي  لطرق الربح من الأنترنت وأيضا طرق إنشاء المواقع والمنتديات والمدونات. 

   البحث في مجال الربح من الأنترنت كان فرصة لاستكشاف هذا العالم عن قرب والتعرف على كثير من المدونات وكثير من المواقع، وفرصة للاقتراب أكثر من الويب العربي وأخذ فكرة عنه خاصة مجال التدوين. لا داعي للحديث عن المنتديات فالكل يعرفها فهي مساحة لتبادل الخبرات وتبادل المنافع فيما بين الأعضاء وهي أيضا مساحة للنقاش العام، والشائع فيها كثرة المواضيع المنقولة وندرة المواضيع الحصرية وضياع الهوية وحرية التعبير وغيرها من المشاكل.

   رحلتي في استكشاف العالم الافتراضي أنستني السبب الرئيسي لبدء هذه الرحلة ألا وهي الربح من الأنترنت عن طريق التدوين الربحي لكن بولوجي عالم التدوين واطلاعي على مدونات وقراءات واستطلاعات كثيرة عن التدوين اكتشفت أن للتدوين نكهته الخاصة وتصوري للتدوين كان خاطئا وهذا ما جعلني أغير اتجاهي ونظرتي له، واكتشفت أيضا أنه ليس هذا ما أريده فليس هذا من شيمي لا أريد جعل التدوين منطلقا للربح المادي  ، لا أريد أن تكون أهدافي مادية فقط ، إن شئت يمكنني تحقيق ذلك بطرق أخرى كالعمل الحر مثلا، فللتدوين معان أرقى وغايات أسمى، أذكر أن أحدهم قال لي ذات يوم بعدما صرحت له بحقيقة ما أشعر به نحو التدوين: "أن يكون المنطلق رسالي ولو ابتغينا في طريقه أهدافا مادية ليس في الأمر إشكال، لكن ما يعاب على من يجعل من الربح المادي منطلقا لأي نشاط يقوم به، وما التدوين إلا وسيلة لتطوير الأفكار وتبليغها وساحة معرفية للتدريب والتكوين"

   هكذا دخلت عالم التدوين كمتطفلة وبفكرة ساذجة وهي الربح من الأنترنت، تخليت عن هذه الفكرة وبالمقابل تعلقت بالتدوين كثيرا إنه أجمل شيء تعرفت إليه خلال رحلتي في عالم الأنترنت. أعتقد أنكم لاحظتم استخدامي بعض طرق الربح منها إعلانات حسوب واستخدام الروابط المختصرة لترايدنت لكن صدقوني لم أكسب منها شيئا، واستخدامي لها كان فقط من أجل دعم المشاريع العربية.
   كانت هذه قصة بدايتي مع التدوين، أكيد لكل مدون قصة وهدف من خلال إنشاء مدونته، وتبقى المدونات مساحة حرة للتعبير عن الآراء والأفكار التي لا يمكن طرحها في العالم الحقيقي، وأيضا مساحة للإبداع وصقل المهارات.

إقرأ المزيد

سنة أولى تدوين

أعزائي زوار ومتابعي مدونة "تربية طفلي" أهلا بكم أحيطكم علما بأنه قد مرت سنة منذ افتتاح المدونة لذا موضوعنا لهذا اليوم سيكون مختلفا عما عودتكم عليه.فماذا يعني هذا اليوم بالنسبة لأم كوثر؟


   في مثل هذا اليوم من السنة الماضية قمت بنشر أول تدوينة لي في هذا العالم الافتراضي وبهذه المناسبة أريد ان أقول شيئا، أنا لست اليوم هنا لأحتفل بأول سنة تدوين كما يفعل بعض المدونين، فالاحتفالات في رأيي خاصة بالإنجازات وأنا أرى نفسي حتى الآن لم أحقق إنجازا ولا زلت في بداية الطريق "فضربة الفأس الأولى في الأرض ليست إنجازا"، لكنها  الخطوة الأولى لي في عالم التدوين رغم بساطتها ورغم صغرها إلا أنها بالغة الأهمية وعلي أن لا أستصغرها بل أسعى لتنميتها وتقويتها هذا يشبه الطفل الصغير عندما يبدأ خطواته الأولى في المشي سيتعثر ويسقط ولكنه ينهض ويكمل الطريق سيتعثر ويسقط مرات ومرات ولكنه لا يستسلم وينهض في كل مرة بعزيمة أقوى و بإرادة أكبر إلى أن يتعود المشي ويمشي بخطوات ثابتة.


   معرفتي بعالم التدوين كان من خلال معرفتي بعالم الربح من الأنترنت قبل ذلك لم أكن أعرف شيئا عن ماهية المدونات وكيفية إنشائها وما هي أغراضها وغيرها من الأمور المتعلقة بها، قد يتبادر السؤال إلى أذهانكم كيف ذلك؟ وما علاقة كل واحد منهما بالآخر؟ في الموضوع قصة سأحكيها لكم لاحقا في تدوينة أخرى إن شاء الله، المهم تعرفت على مدونات كثيرة لا أزال أتابع بعضها وفي كل يوم أكتشف مدونة جديدة بالنسبة لي طبعا وأعرف أن هناك المزيد منها المتناثرة هنا وهناك في مجالات شتى مع كثرتها وتنوعها ، تعلقت بالتدوين كثيرا  أبهرني هذا العالم بما يحمله من أفكار وقررت أن أخوض تجربة فيه، التدوين في مجال تربية الأطفال لم أخطط له قبلا، ولكن يبقى قرارا اتخذته وبدأت تنفيذه، أجل اخترت التدوين المتخصص رغم أنه ليس بالسهل ناهيك إن لم يكن هذا الاختصاص اختصاصك، لكن خطوت خطوة جريئة بالتدوين فيه لأنه جزء يسير من اهتماماتي، ولأنني أم تحب أن تشارككم الشيء اليسير مما تتعلمه في مجال التربية وهذا ما أوضحته في أول تدوينة لي، ولسبب أهم هو فقر محتوانا العربي من المدونات المتخصصة هذا ما استنتجته من خلال رحلتي في استكشاف هذا العالم.
   في عالم الويب العربي تنقصنا ثقافة المشاركة وثقافة نشر التجارب والأفكار التي نجدها في الويب الغربي منتشرة بكثرة هناك ثغرة وفجوة كبيرة علينا سدها، أكيد أن لكل واحد منا شيء يقوله أو شيء يضيفه لهذا العالم لكن اعتدنا أن نكون مستقبلين غير فاعلين، أن نكون مستهلكين غير منتجين. الأنترنت أعطتني الكثير فأردت أن أردّ لها الجميل ولو بالقليل الذي يمكنني لأنني حديثة عهد بهذا العالم. انطلاقتي كانت من الصفر كان علي أن أتعلم الكثير قبل أن أبدأ هذه كانت أول خطوة وأهم خطوة، تعلمت القليل ولا يزال أمامي الكثير لأتعلمه واجهتني بعض المشاكل في البداية لكن الحمد لله تجاوزتها بفضل الله وبفضل بعض الأشخاص الذين قدموا لي يد العون.


   اليوم ارتأيت أن يكون وقفة لمراجعة ما قمت به حتى الآن في مدونتي وما هي الأخطاء التي وقعت فيها أو لنقل الأخطاء التي لم أستطع تجنبها.

   أعترف بأن أكبر خطأ ارتكبته هو أنني لم أطبق كل ما تعلمته، ومن بين أهم الأشياء التي تعلمتها هو بعض طرق إشهار مدونتك التي لم أطبقها مع مدونتي لذا كانت النتيجة عدم انتشارها وجهل الكثير من الأشخاص بها وأيضا ضياعها في كم هائل من المدونات غير المعروفة. والسبب الرئيسي لارتكابي هذا الخطأ هو قلة تفرغي أو لنقل لم أعطي الجهد والوقت الكافي لمدونتي كي تحقق النجاح والانتشار. وهذا هو خطئي الثاني إهمال الجانب الجمالي للمدونة يعني عدم الاهتمام بشكل المدونة، خطأ آخر قلة الانتاجية بسبب التخصص في التدوين أعتقد لو أنني توسعت في مجالات أخرى ولم أحصر نفسي في مجال واحد لمنحت لنفسي حرية أكبر في التدوين وبالتالي مساهمة أكبر وزيادة الانتاجية . من الأخطاء التي ارتكبتها أيضا هو تعليق التدوين على الحالة المزاجية المناسبة وعدم تحديد وتخصيص ساعات وأوقات عمل مناسبة وهذه من الأخطاء التي لم أتمكن من تفاديها فالتدوين يحتاج منا همة عالية وصبرا كبيرا وكي تنجح عليك أن تستمتع بما تفعل.


   التدوين في هذا التخصص رسالة سامية أود تبليغها رسالة لا أعرف إن كنت سأقوى على حملها  ففي أحيان كثيرة كنت أعجز في التعبير عن أفكاري فبعض الأفكار تحتاج إلى وقت كي تنضج، ومجال التربية مجال واسع لا يمكنك الخوض فيه دون أن تكون لك خلفية عنه،لأننا فيه نتحدث عن بناء إنسان فأصعب البنى بناء إنسان فليس هناك مخطط معين إن اتبعته ستنجح، مفهوم التربية أوسع من ذلك ربما ترجع صعوبة هذا التخصص لذلك.هذا السبب الذي جعلني أتردد كثيرا في خوض التدوين في مجال التربية.


  في فترة معينة اضطررت للغياب عن التدوين وكان علي بعدها أن أقرر إما الانسحاب وإما الاستمرار والمواصلة، قررت أخيرا أن أستمر بالتدوين ففكرة أن أتخلى عن التدوين لا تعجبني لأن المدونة أصبحت جزءا من حياتي وتشغل تفكيري، ولكن هذه المرة أحاول أن أدون بلون مختلف فالتدوين بنفس اللون وعلى نفس الوتيرة  يصيبني بالملل كما أنه سيجلبه لكم  أيضا وهذا يحتاج إلى بذل جهد أكبر وإبداع أكثر، قد لا أستطيع أن أحقق ذلك في الوقت الراهن لأن المسألة تحتاج إلى وقت ومران، خصوصا أنني قد تركت مقاعد الدراسة منذ سنوات وبالتالي لم أعد أكتب إلا ما ندر حتى القراءة تخليت عنها منذ زمن طويل وأعتقد أنني فقدت الكثير مما تعلمته ومما كنت أجيده، لكنني الحمد لله عدت للمحاولة مجددا البداية كانت ولا تزال صعبة حقا لكن الأهم هو الاستمرار والمداومة، فأحمد الله تعالى على نعمة البيان ونعمة القلم، وأحمده أن منحني القدرة على القراءة والكتابة والتعبير.


   قد تتساءلون من أكون أنا شخص أراد أن تكون له بصمة في هذا العالم الافتراضي، شاءت الأقدار أن تكون انطلاقتي من هنا من مملكتي الصغيرة حيث أشعر باستقلاليتي.لا أعرف إن كنت فعلا أستحق إسم مدوّنة لأنني لا أزال أظن أنني لم أضف للتدوين قيمة تذكر، أثق في نفسي وفي قدراتي وأعلم أنه يمكنني وبوسعي أن أقدم أفضل، لا أعتبر  نفسي شخصا متعلما بل أعتبر نفسي طالبة علم عصامية وأفضل أن أبقى دوما هكذا  أنهل من هنا وهناك، أحب البحث أحب التعلم لدي جوع معرفي كبير. الكتب هي مصدري الأول للعلم في التربية، وهنا سأدوّن لكم جزءا مما تعلمته. أساتذتي الذين تعلمت ولا أزال أتعلم منهم  هم: الرسول صلى الله عيه وسلم، الشيخ محمد الغزالي،الشيخ عبد الله ناصح علوان، د.خالد عبد الرحمان العك، الأستاذ محمد سعيد مرسي، د. مصطفى أبو سعد، د. محمد راتب النابلسي، د.عبد الكريم بكار،د.ياسر نصر وغيرهم كثير ممن سمعت أو قرأت لهم أكيد استفدت أيضا من مؤلفين من الغرب فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها .


   بالمناسبة أريد أن أقول كلمة لكل أم وأب ومربي، أولادنا أمانة في أعناقنا فلا تضيع الأمانة أولادنا جواهر نفيسة علينا الاعتناء بها، أولادنا ريحانتنا وزينة حياتنا الدنيا، أولادنا استمراريّتنا ومستقبل أمتنا. رزقت ابنا...هي نعمة من الله لا ينعم بها كل الناس فهلا شكرت هذه النعمة برعايتها وتعهدها والمحافظة عليها ؟ رزقت ابنا....حياتك ستتغير وهذا يعني أنك ستتغير أيضا فهل أنت مستعد لهذا التغيير؟ كيف نطالب أبناءنا بما لا نفعله؟ كيف نطالبهم بالتغيير ونحن لا نقبل بأن نغير من أنفسنا؟ يقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" إذن لابد أن تستعد لاستقبال المولود بأن تغير نفسك، وكي تغير من نفسك وتتمكن من تربية ابنك أنصحك بأن تتعلم وتضحي وتصبر وتعمل بمبادئ دينك وتدعو الله أن يوفقك،وتذكر دائما أن ابنك هو أكبر مشروع لك في هذه الحياة الدنيا.

   وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول لكل من زار مدونتي وقرأ كلماتي، لكل من تواصل معي عبر بريدي الإلكتروني وشجّعني، لكل من كان لهم يد في تطوير مدونتي، لمتابعي الأوفياء لهؤلاء أقول شكرا وجزاكم الله خيرا، لكم مني تحياتي وباقة ورد عطرة, وبابنا مفتوح لاستقبال مقترحاتكم وآرائكم وانتقاداتكم. لي طلب بعد ذلك شاركونا تجاربكم ولا تبخلونا لابد أن هناك في جعبتكم ما تودون قوله، أعلم أن لدي متابعين من وراء الشاشة ولكن بودي لو نتعرف عليهم ونسمع منهم.
هذه بعض الخواطر التي كتبتها أتمنى أن أوفق للاستمرار والمواصلة في التدوين السنة المقبلة، دعواتكم المخلصة ودمتم في ود.
إقرأ المزيد

تدوينة إشباع حاجة الطفل إلى الحب على بودكاست محبّرون


   السلام عليكم أعزائي متابعي مدونة تربية طفلي نحيطكم علما بأنه تم اختيار تدوينة "إشباع حاجة الطفل للحب" ضمن مجموعة التدوينات للحلقة الخامسة من بودكاست محبرون. ولمن لا يعرف الموقع "محبرون" بودكاست صوتي من إنتاج مؤسسة نيو ميديا يأتيك بالتدوينة المكتوبة مسموعة، يهدف إلى إثراء المحتوى العربي السمعي على الأنترنت، فشكرا لبودكاست محبرون على هذه المبادرة ومزيدا من النجاح والتألق في خدمة وإثراء المحتوى العربي الرقمي.



   لمتابعة التدوينة الصوتية يمكنكم زيارة الرابط التالي:

http://www.muhaberon.net/index.php?action=view-blog&id=10

     أخيرا إن أعجبتكم التدوينة يمكنكم اقتراح تدوينات أخرى لمستم تميّزها وترشيحها عبر نموذج الترشيح من هنا أين سيقوم فريق محبرون بتقييمها، حيث يختار أحسن التدوين لتسمعه بأحسن الصوت.
إقرأ المزيد

إشباع حاجة الطفل إلى الحب


   لو سألت أي أب أو أم في هذه الدنيا هل تحب ابنك، فبماذا سيجيبك؟ طبعا أحبه، فهل تتصور أن هناك أبا لا يحب ابنه؟ وإذا سألته، إذا كنت حقا تحبه، فماذا فعلت من أجل حبك له؟ بسيطة...وفرت له بيتا غذيته، لبسته، اعتنيت بصحته، علمته...لا ليس هذا ما قصدته، أجل هذه حاجيات مادية ضرورية لاغنى عنها ولابد منها . ماذا فعلت له غير ذلك؟ أوه، وماذا تريدنني أن أفعل؟ حسنا إذن سأسألك بعض الأسئلة، كم مرة أمس أخبرتك ابنك بأنك تحبه؟ متى كانت آخر مرة جالست فيها ابنك أو لاعبته فيها؟ هل تنصت وتستمع إلى ابنك دائما؟ هل تتفرغ لابنك وتعطيه من وقتك أم أنك دائما مشغول عنه؟ سكت الأب وبدأ يفكر ولم يستطع أن يجيب. دعني أهمس في أذنك وأخبرك شيئا، حاجيات طفلك عامة ليست مادية فقط بقدر ما هي حاجيات نفسية ووجدانية بالدرجة الأولى.
   أنا لا أشك في حبك لابنك ولكن هل يعلم ابنك بأنك تحبه؟ هل يشعر ابنك بعاطفتك نحوه؟ رد قائلا: وكيف يمكنني أن أعرف؟ كيف ستعرف؟ هذا سؤال جيد، إذا كنت حقا تريد أن تعرف فاتبعني فلدي ما أقوله لك.

   بداية اعلم أن ابنك بحاجة إليك اكثر مما تتصور، فهو بحاجة إلى أب وأم متفهم يصغي إليه ويستجيب له وصدرا واسعا أمام أسئلته التي لا تنتهي، هو بحاجة لمن يساعده على فهم نفسه وفهم العالم من حوله. ببساطة هو يريد ويحب أن يشعر بأنه محبوب ومرغوب فيه وأنه موضع حب وفخر واعتزاز، فلا تبخل عليه في منحه هذا الشعور. هو بحاجة ماسة إلى حبك ودفئك وحنانك، هو بحاجة إلى رحمتك وودك وعطفك، فلما تخفي إظهار هذه المشاعر في علاقتك مع ابنك؟ ولما لا تعبر له عن حبك؟



   اقترب من طفلك أكثر، أدخل معه عالمه وشاركه فيه، أبدي اهتماما به، أبدي إعجابا به، ناديه بأحب الأسماء إليه. قل له أحبك من وقت لآخر فكم يحب طفلك هذه الكلمة وكم يطرب لسماعها. أحضنه وضمه إلى صدرك،امسح رأسه وربّت على كتفه، تكلم معه بطريقة عطوفة، أصغ وأنصت إليه، احترمه لا تستصغره وتقلل من شأنه، لا تنتقده وانتقد أفعاله، تقبله كفرد مستقل بذاته، تقبل مشاعره ولا ترفضها، لا تقارنه بغيره واعدل بينه وبين إخوته. تسلى معه  ضاحكه، داعبه، شاركه اهتماماته أرسم ولون معه واهتم برسوماته، اقرأ معه قصة، العب معه، أركض معه واخرج معه أيضا في نزهة، سامحه وتغاض عن بعض أخطائه وهفواته ولا تذكره بها، كن رفيقه، كن صديقه وأخيرا كن قدوته.

   لا يجب أن تكون الأم المصدر الوحيد للحب للطفل ولكن يشاركها  في ذلك أبوه، أجل وحتى إخوته وأهله  وأقاربه، فإذا تعلم الطفل الحب ووجده داخل بيته فإنه سينشره ويحب العالم من حوله.
   ليس التكلف في إظهار الحب والمودة والرحمة بل التكلف في كبت وكتمان هذا الحب، ولا ينفع أن تكون أبا إذا نزعت الرحمة من قلبك، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل الحسن والحسين وعنده الأقرع بن حابس فقال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم  : ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري

إقرأ المزيد

أسئلة الطفل 2


    تحدثنا في الموضوع السابق عن أسئلة الطفل وتعرضنا لبعض النقاط المهمة، منها السبب الذي يجعل الطفل يسأل كثيرا أيضا  ضرورة الاهتمام بأسئلة الطفل،الأساليب الوالدية الخاطئة في التعامل مع أسئلة الطفل وكذلك القواعد الصحيحة للتعامل مع أسئلة الطفل. تتمة للموضوع جمعت لكم اليوم بعض النصائح أو لنقل بعض الملاحظات المهمة حول أسئلة الطفل التي ارتأيت أن أجعلها على شكل نقاط .
  1. - مرحلة  السؤال "لماذا" التي تبدأ من سن 3 إلى 4 سنوات مرحلة طبيعية أنظر إليها بإيجابية فمن خلالها يتعلم الطفل على مهارة "القدرة على التعلم"، فالطفل الذي يسأل طفل طبيعي وعلى الفطرة السليمة وهي نعمة الله سبحانه نشكره عليها بحسن التعامل معها واستغلالها إيجابيا فيما يرضيه.
  2. - يسأل الطفل أحيانا للحصول على ضمانات تعطيه الأمن والطمأنينة بعدم خطورة العالم الخارجي أو بأنه طفل مقبول ورائع وبأنه محبوب ومرغوب فيه.
  3. - الطفل من حقه أن يسأل ويعرف، إذا لم يعرف الإجابة سيشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي. فالخوف والالتجاء إلى الصمت يجعل الطفل يحاول معرفة الإجابة من زملائه بأسلوب آخر يضره نفسيا ويضلله علميا ويشعره بالذنب وبالتالي انطواؤه عن الحياة الإجتماعية.
  4. - للاهتمام بأسئلة الطفل فوائد تربوية منها تنمية القدرات العقلية والقدرات اللغوية، تنمية القدرات الذاتية، تنمية الثقة بالنفس وبالتالي احترامه لنفسه، تنمية الثقة بالوالدين، التدرب على حسن الاستماع والانصات للآخرين. كذلك الاستماع والانصات والصبر على أسئلة الطفل يشعر الطفل بالاحترام لرأيه.
  5. - من أهمية الإجابة زيادة الثقة بالنفس،المساعدة على النمو النفسي السليم والتكيّف الاجتماعي، تنمية المقدرة اللغوية والاستمتاع بالمشاركة.
  6. - لا يجب الكذب على الطفل لأنه أمر شرعي أولا وثانيا الطفل قد يسأل الطفل للتأكد من جوانب لديه أو ليختبر والديه.
  7. - النهر والزجر يهدم حسن السؤال لدى الطفل ويولد لديه الخوف من السؤال حتى في الشؤون المهمة له.
  8. - إهمال أجوبة الطفل يدفعه في أحيان كثيرة إلى البحث عن إجابة لهذه الأسئلة من الأصدقاء والقرناء فيكونون مصدر المعرفة.
  9. - قد يحصل الطفل على إجابات من مصادر أخرى فقد تكون خاطئة أو لا نرضاها وتنافي بيئتنا أو مبادئنا وربما يستغل الطفل جهلا منه بالإجابة.
  10. - الطفل عندما يجد صدرا رحبا لأسئلته يعود إليك ليسأل ويسأل بدلا من البحث عن مجيب آخر.
  11. - لدى بعض الآباء قناعة مفادها أن معرفة بعض الحقائق في سن مبكرة لها آثار سلبية، لذا على الآباء التخلي عن هذه القناعة الخاطئة ومحاولة إيصال الحقائق بالأسلوب المناسب لعمر وذكاء الطفل.
  12. - من الأسئلة المحرجة مايتعلق بالجنس لذا علينا الإجابة على أسئلته فيما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة بدلا من تلقيه المعلومات الخاطئة من أصدقاء السوء أو المصادر غير الموثوقة والمشبوهة.
  13. - الطفل سيتعلم حقائق الجنس عاجلا أو آجلا فمن الأفضل أن يتلقاها عن أم وأب عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة التدرج، فينمو وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره .
  14. - قد يسألك الطفل ولا تعلم الإجابة يمكنك أن تقول له:هذا سؤال جيد لكن لا أستطيع الإجابة عنه سوف نسأل والدك(أو أمك) أو لنبحث عن الإجابة في أحد الكتب، فإعطاؤه الإجابات الوافية تجعله سعيد ذو قيمة وأن لدى والديه ما يحتاج إليه ويفيده.
  15. - إخبار الطفل بعدم معرفة الإجابة الصحيحة لسؤاله وطلب بعض الوقت للبحث عن الإجابة يعلّم الطفل أن كل إنسان يعلم بعض الأشياء ويجهل أشياء أخرى، كما يمكن تشجيعه وتوجيهه للبحث عن الإجابة في مصادر أخرى كالكتب.
  16. - يفيدنا في أحيان كثيرة توضيح الأجوبة للطفل عن طريق الإستعانة ببعض الصور والرسوم التوضيحية مما يساعده في فهم المعلومة بطريقة بسيطة وصحيحة.
  17. - من المستحسن أن لا تنتظر الأم حتى يسألها طفلها بل عليها أن تعلمه وترشده وتوجهه لما يجهل وما يجب عليه معرفته وخصوصا إذا كان الطفل لا يسأل، كما تشجعه إلى ضرورة المعرفة واستكشاف العالم من حوله.
  18. - يعتقد بعض الآباء أن الحديث في موضوع الجنس يقلل من احترام الطفل لهم ويهز ثقته في أهله، لكن حتى الكذب على الطفل له النتائج نفسها.
  19. - عليك أيها المربي إعداد نفسك جيدا للمساهمة البناءة في الإجابة السليمة على أسئلة الطفل حتى لا تظهر بالمظهر الذي لا يتوقعه طفلك منك، ولأنه بناءا على أجوبتنا يبني الطفل مواقفه ومعتقداته وأحاسيسه.
إقرأ المزيد

أسئلة الطفل 1


   نعتبر نحن الآباء نافذة الطفل نحو العالم والبوابة الأولى للمعرفة والمصدر الأول للمعلومات والمعارف والحقائق المكتسبة، فمن منا لم يواجهه طفله بسؤال غير متوقع؟ ومن منا لم يمطره الطفل بوابل من الأسئلة خصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة؟  كيف كانت ردود أفعالنا حينها هل كانت ردودا إيجابية أم كانت سلبية؟ تذكرون....تحدثنا في موضوع سابق عن خصائص تلك المرحلة وذكرنا أن من أهم ما يميزمرحلة الطفولة المبكرة كثرة أسئلة الطفل، إخواني المربين استعدوا فحديثنا اليوم عن أسئلة الطفل المحرجة، محرجة قلت محرجة؟؟ لماذا هي محرجة؟ يجيبنا الدكتور مصطفى أبو السعد قائلا: "كل الأسئلة التي يطرحها الإبن قد تصبح محرجة للآباء والأمهات الذين استقالوا عن إعطاء ومنح أبنائهم فرصة الحديث والحوار معهم"، فهل تحرجك أسئلة طفلك؟

   بداية علينا أن نعرف أن الطفل يطرح أسئلة كثيرة في مرحلة متقدمة من العمر في محاولة جادة من قبله لفهم العالم من حوله وتكوين مواقف منه وأيضا في محاولة إيجاد مكان لنفسه (كالاعتبار والقبول) هذه الأسئلة التي تؤرّقه إن لم يجد إجابة عنها،لأنها حاجة طبيعية تقتضيه النمو العقلي والحسي للطفل، لأنها أيضا حاجة نفسية عند الإنسان تقتضيها مشاعره وحواسه كي تنمو وتنضج، ويكبر إدراكه ويتقوى من خلال هذه الأسئلة النّاجمة عن عدة دوافع كالخوف والقلق والرغبة في الاطمئنان (لعدم وجود خبرة سابقة مباشرة فيسألون عما يخافون منه للشعور بالأمن والطمأنينة)، حب الاستطلاع والرغبة في المعرفة، جذب الانتباه والحصول عليه، إتقان شيء جديد كاللغة التي يمارسها ويتباهى بها، وأخيرا المقاومة والتمرد والسخط على الكبار.




   يطلق الطفل سؤاله البسيط الساذج عن رغبة صادقة في المعرفة واكتشاف العالم الذي يحيط به هذا السؤال الذي لا يجد إلا صدّا وإهمالا من بعض الآباء والمربين الذين يرتكبون أخطاءا جسيمة حيال ذلك،إما جهلا منهم بالجواب، إما لغرابة سؤال الصغير وتفاهته، إما لصعوبة السؤال الذي يطرحه خاصة في السؤال المتصل بجانب من جوانب المحرمات الإجتماعية والأخلاقية التي لا يسمح بتناولها إلا في سن معين، وإما لأنها أسئلة غير مباشرة فيجهل الوالدين ما يريد الطفل معرفته.هي أخطاء على كل مربي معرفتها لتفاديها "يعرف السمّ ليتّقى"، لأنها تقتل مهارات التعلم لدى الطفل وإشباع حاجته للمعرفة أهمها اعتبار أسئلة الطفل غريبة لا ينبغي أن يسألها، التجاهل والتهرب من الرد على أسئلته سواءا من ملامح الوجه وحركات الجسم أو تغيير الموضوع أو تأجيل السؤال (فيما بعد ، بعدين)، الرد المباشر وتوجيه الرسائل السلبية  (مثل سؤالك يزعجني، أنت تسأل كثيرا، أنت تزعجني بأسئلتك سيئة الأدب،أسئلتك كثيرة وتافهة، توقف عن طرح هذه الأسئلة)، الإجابة غير مقنعة أو غير صحيحة أصلا، الكذب على الطفل بدعوى أنه صغير وأنه لا يفهم، إظهار الحرج من السؤال أو قول سؤالك محرج، والأدهى والأمر قمع الطفل عند السؤال والرد عليه بعنف وشدة.

   فما هي الطرق أو المبادئ أو القواعد الصحيحة للتعامل مع أسئلة الطفل؟

   كن مستعدا وأجب الطفل عن أي سؤال يطرحه مهما كان نوعه ومهما كان موضوعه وأنت مرتاح وواثق من نفسك دون تهرب أو ارتباك أو تلعثم أو إظهار الحرج، استقبل أسئلته باهتمام وبصدر رحب، واختر الأسلوب الذي يتناسب وقدرات الطفل ومرحلة نموه، اختر العبارات المناسبة لعمر الطفل وخصوصا المتداولة بينكم، وهيء الجو المناسب لذلك، يجب أن تكون إجابتك محددة مبسطة، قصيرة وحسب درجة ذكاء الطفل، لا يتطلب الأمر التدقيق والدخول في التفاصيل التي تفتح الطريق للتعمق في أسئلة أخرى. أنصت لأسئلة طفلك وأصغي إليها باهتمام ففي كثير من الأسئلة الطفل لا يريد أجوبة بل يريد إنصاتا، يريد أن يجذب انتباهك لتنصت له فالحاجة إلى الإنصات هي حاجة إلى الاهتمام والاهتمام يشبع الحاجة إلى الحب والطمأنينة والاعتبار، فبالإصغاء يشعر الطفل بالاحترام والتقدير والاطمئنان والثقة بالنفس. أصدقه القول واحذر الكذب عليه، وتحر الصّدق في الإجابة وبكل أمانة بإعطاء حقائق علمية مبسطة بلغة مفهومة وبالمفردات التي تعود عليها. كن لطيفا معه أثناء الإجابة وأثناء الإنصات وأبد إعجابا وتقديرا له، وشجّعه أن يسأل وإذا سأل امدحه،احضنه واشكره لأنه  سأل. وأخيرا اعلم أن بعض الأطفال يطرحون أسئلة لا يقصدون بها مجرد الإجابة العلمية، لكن هناك دافع وراء السؤال ابحث عنه واهتم به وعالجه.

   كانت هذه أهم النقاط التي أردت ان أركز عليها في الموضوع وللحديث بقية في تدوينات لاحقة إن شاء الله، قبل ذلك نريد أن نتعرف على مواقف محرجة حصلت لكم مع أسئلة أطفالكم وكيف كانت ردة فعلكم،. شاركونا تعليقاتكم فنريد أن نسمع منكم وممن كان له سبق في التربية لا تبخلوا علينا.
إقرأ المزيد

حاجة الطفل إلى الحب



   تحدثنا في موضوع سابق عن حاجة الطفل إلى القبول وذكرنا أن أغلب السلوكيات المزعجة أو المضطربة التي نراها في الطفل سببها خاصة عدم إشباع إحدى حاجياته النفسية ومن بين هذه الحاجيات حاجة الطفل إلى الحب والمودة والحنان. كل أمهات وآباء العالم يحبون أبناءهم ولكن في ظل الحياة السريعة التي نعيشها بما تحويها من مشاكل وصعوبات وتحديات، فهل يحصل أبناؤنا على الجرعة المناسبة من الحب كي ينشؤوا النشأة الصحيحة؟


   الحب مشاعر رقيقة تعبر عن الجانب الإنساني للإنسان وعاطفة قوية تجعله يشعر بالسعادة والارتياح، الحب إعجاب وانجذاب، الحب حرص واهتمام،الحب أمان واطمئنان ، الحب رعاية ورحمة، الحب استقرار وسكينة. 
   يحتاج الطفل في الأيام المبكرة من حياته إلى الحب والحنان وتعتبر الأم المصدر الأول لهذا الحب، فحب الأم لطفلها سيرسم الخطوط العريضة الأولى لتصرفات الطفل المستقبلية من حب وكراهة، رفق ولين، قسوة وخشونة وأيضا ملامح شخصيته ضعيف أم قوي، انطوائي أو اجتماعي، وليصل الطفل إلى مرحلة حب المجتمع لابد أن يمر أولا عبر مرحلة حب العائلة، فالحب ضروري لشعور الأطفال بتقبل واهتمام الآخرين بهم، وهذا يحقق التوازن الانفعالي اتجاه مواقف الحياة المختلفة خاصة العلاقات الاجتماعية.


   الحب الذي يحتاجه الطفل والذي نقصده هو الحب بلا شروط أي أن يكون الطفل محبوب كفرد ومرغوب فيه لذاته وأنه موضع إعتزاز وحب الآخرين، فالأصل أن يكون الطفل محبوب من الرغم من عدم الرضى عن سلوكياته وتصرفاته الخاطئة ، واعتراضنا يجب أن يكون على السلوك وليس على شخص الطفل بمعنى عندما يخطئ الطفل لا تقم بانتقاده ولكن قم بانتقاد السلوك الصادر عنه.



   الافتقار إلى عاطفة الحب والحنان يفقد الطفل أمانه النفسي، فالطفل الذي لا يشعر بالأمان النفسي كثير الانفعال سيء المزاج قليل النشاط، لأنه لا يمكن بناء وتكامل القوى العقلية والفكرية للطفل إلا في ظل محيطها الهادئ  المليء بالحب، وفقدان المشاعر يؤدي إلى الانطوائية وعدم المقدرة على مواجهة المجتمع والعالم الخارجي. وللحرمان العاطفي آثار في السنوات الأولى من عمر الطفل كالتبول اللائرادي، الصراخ أثناء النوم، الأرق، حركات شاذة للفت النظر... أيضا ينمو عصبي المزاج، ناقم ،خشن،عنيف، سيء الظن..... مجموعة من المشاعر المرفوضة التي تؤدي مستقبلا إلى طريق خاطئ لا تحمد عقباه وتؤدي غالبا إلى الانحراف لأنه سيستسلم في النهاية لأي حب سواءا كان كاذبا أو حقيقيا، يمكننا أن نقول أن الطفل الذي يعاني الحرمان العاطفي من عائلته سيبحث عن العاطفة والحب خارج بيته عندما يكبر خاصة في سن المراهقة، والطفل إذا أحس بقسوة وغلظة وبغض والده وعدم إظهار المودة والحب له سينحرف قصد إقلاقه وإزعاجه وإتعاسه وانتقاما منه.


   ليس من الحب استخدام أسلوب العقل والمنطق في تربية الطفل وتعليمه، ليس من الحب ممارسة السلطة والتحكم في الطفل و التغاضي عن احتياجاته، ليس من الحب عدم الاكتراث لمشاعر الطفل وأحاسيسه، ليس من الحب تدليل الطفل وتلبية جميع رغباته، ليس من الحب أن تفضل ابنا على آخر أو أن تهين ابنك أمام أقرانه.

   لا إفراط في الحب ولا تفريط... الإفراط في حب الطفل له عواقب وخيمة وأضرار جسيمة كاللامسؤولية والاتّكالية، والاستبداد والاعتداء على حقوق الآخرين بعدما صار من المدلّلين. لذا علينا كآباء ومربين أن نحرص على نشر الحب في بيوتنا وزرعه في قلوب أبنائنا باعتدال لتقوم حياتهم بين الخوف والرجاء.


   يقول فرويد: "ضروري جدا إشباع الحاجات النفسية، فالإحساس بالفراغ النفسي يؤدي إلى تعميق الشعور بالنقص والدونية والقلق والتشاؤم، ومثل هذه المشاعر المحبطة تهيؤ للفرد سبل الانحراف والتخلق بأخلاق معينة غير مقبولة أدبيا واجتماعيا".


إقرأ المزيد

تقبل مشاعر الطفل


   الأطفال كتلة ضخمة من المشاعر الجياشة ومخزون هائل من الأحاسيس القوية،هذه المشاعر التي لا يجيدون التعبير عنها بوضوح. قبل أن أكون أما كنت أرى الكثير من الأمهات يعانين من مشاكل مع أولادهن، وكنت أتساءل لماذا بعض الآباء لديهم مشاكل مع الأولاد؟ لما بعض البيوت لا تكاد تخلو من الصراخ والتعنيف والضرب والتهديد؟ هل حقا هذه هي التربية الصحيحة والطريقة الناجعة والمعاملة السليمة؟؟؟ لابد من وجود طرق أخرى بديلة، لكن في رأيي كان هذا الطريق الأسهل الذي يتبعه بعض الآباء للحصول على النتائج الأسرع التي ترضيهم على المدى القريب ولها آثار سلبية على المدى البعيد.
   
   صحيح أن الحياة مع الأولاد وتربيتهم قد تكون منهكة ولكن قد تكون ممتعة أيضا، فمن منا لا يريد أن يجعل من حياته مع أولاده متعة؟

   إن كل أم تريد أن تكون علاقتها بطفلها جيدة وعندما يبدأ يوم جديد قد تقول في نفسها "اليوم سيكون مختلفا، سأحاول أن أكون اليوم أفضل في علاقتي مع أولادي" ماذا بعد ذلك؟ لا يكاد يبدأ اليوم حتى تدخل في مناقشات عقيمة مع الأولاد، يبدأ التوتر وتبدأ الأصوات تعلو يبدأ الصبر ينفذ والضغط يرتفع و...وتنفجر الأم وليس بعد الانفجار إلا الدّمار، تفشل الأم المسكينة في الحديث مع أولادها وإيجاد حلول مناسبة، يا لخيبة الأمل. أليس هذا ما يحدث في بعض البيوت؟

   محادثاتنا مع أولادنا كانت تتحول إلى مناقشات لا طائل منها، لأننا كنا نريد أن يثق الطفل في مدركاتنا ويعتمد عليها، ويهمل مدركاته ولا يثق فيها.
   مشكلتنا أننا لا نتقبل مشاعر أطفالنا فهناك علاقة وثيقة بين مشاعر الطفل وسلوكه. الشعور الصحيح يؤدي إلى السلوك الصحيح، ورفضنا المستمر لمشاعر أبنائنا شوّشهم وأغضبهم وأسخطهم وعلّمهم أن يتجاهلوا مشاعرهم ولا يثقوا بها.


  تريد أن تعرف بما يشعر طفلك؟ ضع نفسك مكانه، كيف ستوصل شعورك كطفل لمن حولك؟؟؟ كل واحد منا شخص مستقل وله مشاعر مختلفة ولا أحد منا على صواب أو على خطأ.ماذا يعني هذا الكلام؟ إذا كنت أنت تشعر بالبرد مثلا فهذا لا يعني بالضرورة أن أشعر بالبرد مثلك، فهل إذا شعرت بالبرد فأنا على صواب ولأنك لم تشعر بالبرد مثلي فإنك تكون مخطئا؟وكذلك الأمر بالنسبة للطفل.في بعض الأحيان يطلق الأولاد بعض التعابير التي تؤدي بشكل آلي لرفضنا لهم لماذا؟ "عندما يتعلق الأمر بشيء يغضبك أو يقلقك لن تستطيع أن تتقبل مشاعر ابنك" مثلا لو أخبرك ابنك بأنه يبغض أمك(جدته) كيف ستكون ردة فعلك...؟ لا أحد منا يتقبل ذلك إنها مشاعر مرفوضة، ما رأيك؟ عندما تكون منزعجا أو متألما ماهو آخر شيء تودّ سماعه؟ أليست النصيحة ووجهات النظر هي آخر شيء تودّ سماعه...؟ أكيد عندما تكون متألما ستكون بحاجة إلى أحد يتعرف ألمك الداخلي ويفسح لك المجال للحديث عما يزعجك ليخفّ ضيقك وتستطيع التغلب على مشكلتك، وهكذا تجري الأمور مع الأطفال.

   الأطفال هم كذلك بحاجة إلى لغة التعاطف، هذه اللغة التي ربما لا تأتي إلينا بشكل طبيعي وقليل هم الآباء الذين يتقنون هذه اللغة (جعلنا الله وإيّاكم ممن يجيد لغة التعاطف مع أبنائه) لأنها ليست جزءا من لغتنا الأم... لأننا نشأنا وفي داخلنا مشاعر مرفوضة... ولكي نطلق لساننا بلغة المشاعر الجديدة علينا أن نتعلم ونمارس طرقها.
إقرأ المزيد

عن الويب الجزائري أقول

 السلام عليكم أريد أن أنبّه متابعي مدونة تربية طفلي أن هذه التدوينة هي مشاركة مني في دورة يوم التدوين الجزائري على الرابط التالي: http://dzblogday.org
  
 بصفتي مدونة جزائرية  وناطقة باسم الجزائر أريد مشاركة إخواني المدونين الجزائريين هذا اليوم في موضوع الويب الجزائري إسهاما مني في إثراء المحتوى العربي على شبكة الأنترنت.لا أعرف تحديدا من أين أبدأ وماذا أقول بالمناسبة ولكن لا بأس بالمحاولة.



  دخلت الأنترنت إلى الجزائر سنة 1993 عن طريق (cerist) مركز البحث للمعلومات العلمية والتقنية التابع للجزائر، ومن أكبر المشاكل التي اعترضت ولا تزال تعترض الانتشار الواسع لخدمات الأنترنت في الجزائر هي هيمنة واحتكار "الجزائرية للاتصالات للخدمة"، ورغم وجود عدد كبير من مزودي خدمات الأنترنت إلا أنهم جميعا يعملون من خلال الجزائرية للاتصالات التي تبقى مسيطرة لوحدها وتقدم أسعارا مرتفعة في ظل غياب أي شركات منافسة. وبالنسبة لأكبر المشاكل التي يتعرض لها مستخدم الويب الجزائري اليوم هي انقطاعات الأنترنت وأيضا بطء سرعة تدفق الأنترنت، فالجزائر هذه السنة (بتاريخ 2 فيفري إلى غاية 27 جويلية) تحتل المرتبة 175 يعني المرتبة ما قبل الأخيرة عالميا من حيث سرعة تدفق الأنترنت حسب دراسة قامت بها مؤسسة نت أنديكس الأمريكية. هناك أيضا تكاليف اشتراك الأنترنت التي ليست في متناول الجميع، هذا الوضع الذي يختلف كثيرا عن وضع مستخدمي الأنترنت في الخليج العربي الذين يشكلون أكبر نسبة لمستخدمي الأنترنت في العالم العربي، لأن تكاليف شراء الكمبيوترات واشتراك الأنترنت أقل بكثير من الدول الأخرى بالإضافة إلى كون الكثير من هذه الدول تواكب التقنية بشكل مستمر وتقوم بتطوير البنية التحتية للأنترنت.

  كما تشهد الجزائر وثبة في استعمال الأنترنت وزيادة في عدد المشتركين، فبحلول سنة 2006 أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية أن مستخدمي الأنترنت في الجزائر بلغ 3 ملايين مستخدم،كما بلغ عدد مشتركي الأنترنت ذات التدفق العالي لجواب ب 3754.84 مشترك . وهناك أيضا دراسات قامت بإعطاء فكرة عن اهتمامات المستخدم الجزائري وإحصائيات حول الويب الجزائري من أهمها مبادرة مؤسسة (إيدياتيك) و(ميد أند كوم) التي أجرت في  السنوات الأخيرة دراسات حول واقع وآفاق وسائط الإعلام والاتصال بعنوان "واب ديالنا" الذي هو الأكبر من نوعه في الجزائر، عن طريق نشر الاستبيانات الإلكترونية عبر العديد من المواقع الجزائرية المشهورة.

  بالنسبة لنشاط المستخدم الجزائري للأنترنت فهو نشاط سلبي، وتركزت اهتماماته خاصة على مواقع الأخبار التي تخص موضوع الساحة، ومواقع الخدمات المتعلقة بمحركات البحث والتحميل والشغل، مواقع المحادثة والدردشة،اليوتيب، المواقع الإباحية، البريد الإلكتروني، الموسيقى، الألعاب، الأفلام، أيضا دون أن ننسى شبكات التواصل الإجتماعي على رأسها الفايس بوك التي أسرت مستخدم الويب الجزائري. فالشباب الجزائري وجد عزاءه في مواقع التواصل الإجتماعي وصاروا يعبرون بأسماء مستعارة عن أفكارهم وأحلامهم وقدراتهم البناءة آملين أن يجدوا حريتهم في التعبير التي لم يجدوها في الواقع الذي يعيشونه في الحياة اليومية. يعني بين قوسين اهتمامات يندى لها الجبين، الفئة القليلة تهتم بالشؤون الدراسية والبحوث العلمية والمنتديات الفكرية والمعلومات التقنية. دون أن ننس أن أكثر من نصف مستعملي الأنترنت الجزائريين من ذوي المستوى التعليمي العالي بكالوريا وسنة إلى خمس سنوات جامعية (دراسة واب ديالنا 2010).

  كانت هذه نظرة عامة عن الويب الجزائري ومشاكله واهتمامات المستخدم الجزائري. يأتي الآن دوري لأقول كلمتي، فرغم مرور السنين على تواجد الأنترنت إلا أن المجتمع لا يزال لا يجيد  التعامل مع هذه التكنولوجيا في غياب ثقافة نشر التكنولوجيا المعلوماتية بين أفراد المجتمع. فنحن بحاجة إلى تطويركفاءات وكوادر (بشرية) قادرة على صنع محتوى متطور، دون أن ننسى تطوير البنى التحتية للأنترنت ومنع احتكار الخدمات وخفض التكاليف. نحن بحاجة أيضا إلى ثورة رقمية حسب التغييرات الإجتماعية والسياسية والثقافية. نحن بحاجة إلى ولوج عالم الأنترنت واستغلال وسائطه للتعريف والترويج المنتوجات الإبداعية والفنية وعرض المؤهلات العلمية والعملية والقدرة على التواصل البناء. نحن بحاجة إلى المساهمة في الشبكة العنكبوتية وإثراء المحتوى العربي.

  لأن لنا فكرنا، لنا ثقافتنا، لنا ديننا، لنا مفاهيمنا لنا مشاعرنا، ولنا كفاءاتنا، فنريد أن تكون لنا أيضا كلمتنا وبصمتنا وإسهاماتنا أكيد فيما يرضي الله. نحتاج للتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات والمعارف والتطوير لمنح الويب الجزائري اعتباره ، فنحن لا نلغي وجود مواقع جزائرية رائدة وخدمات  جزائرية ذات جودة ومدونين جادين عبر شبكة الأنترنت، إلا أننا نريد مساعي وأهداف وخطط أكبر لمسايرة التكنولوجيا والتقنية والمعلوماتية عبر الأنترنت. 
إقرأ المزيد

كيف نشعر الطفل بأنه مقبول وما هي الطرق التي تشبع حاجة الطفل للقبول



   السلام عليكم ومرحبا بكم مجددا تحدثنا في الموضوع السابق عن حاجة الطفل للقبول وقلنا بأنه إذا قمنا بإشباع هذه الحاجة عند الطفل سنسدّ بابا هائلا من السّلوكيّات السلبية والمضطربة للطفل التي نحن في غنى عنها. وقلنا أيضا أنه لا يكفي أن تتقبل ابنك فقط،  ولكن لابد لابنك أن يشعر بأنه طفل مقبول . والآن ماذا عليك أن تفعل بصفتك أبا أو أما يهتم لذات طفله وبنائها ؟

   نصيحتي الأولى إذا كان لديك  أبناء فاعترف بكل واحد منهم بوصفه فردا مستقلا، ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني يجب التمييز بين الأولاد اعترافا باستقلاليتهم فمن الخطأ تربيتهم بنفس النمط من التربية فلكلّ كيانه وشخصيته. وأيضا من الخطأ معاملتهم بنفس الطريقة، فلكل شعوره وترتيبه بين إخوته، فلا تعامل أبناءك بنفس المعاملة.

  امنح الطفل استقلاليته لينشأ معتمدا على ذاته (طبعا  المراقبة عن كثب وتصويب الخطأ وخطوات أخرى لابد منها أثناء ذلك)   فكلّما شعر الطفل باستقلاليته واعتماده على نفسه (بعد سن الثانية) شعر بالقبول خصوصا عند تشجيع المحيط له.

  تشجيع... أجل هذه الخطوة التالية شجّعه فهو بحاجة لمن يرفع معنوياته حال الفشل ومن يساعده على التغلب على مخاوفه.لا تحبطه وتقارنه بنفسك وتجاربك الناجحة في مثل سنه فلا تصح المقارنة بين شخصين الأصح المقارنة بين سلوكين، بل علّمه كيف يجد ويثابر كي ينجح ويتغلب على الصعوبات التي تواجهه.

  لأنك تمنح ابنك استقلاليته وتشجعه وترفع معنوياته  سيكون لذلك أثره وسيقوم الطفل بإنجازات لذا امدح إنجازاته ولا تحتقرها مهما صغرت، فما نراه نحن الكبار صغيرا فعند الطفل يراه إنجازا كبيرا. مدحك له يكسبه الثقة بقدراته والشعور بالرضى في نفسه وهكذا سيشعر بأنه مقبول.

  اعترفت به فردا مستقلا منحته استقلاليته شجّعته ومدحته، تذكر أن تحيطه بالحب وتشعره به، وخصوصا عبّر له عن حبك له. لا تبخل على طفلك بالتعبير له عن حبك كلمة، بسمة، لمسة، قبلة، وحضن كبيرأكيد له أثر عظيم في نفس طفلك، شعوره بأنه محبوب يشبع لديه حاجته إلى القبول.




  هذه خطوة أخرى مرتبطة بإنجازات طفلك وهي تقبّل اقتراحاته. فالطفل يحاول دوما الإدلاء برأيه ليختبر قدراته ويدافع عن استقلاليّته، هذه الاقتراحات يجب أن تلقى صدرا رحبا لاستقبالها، أنصت إليها مهما تكن تافهة في نظرك. أنصت له بكل احترام وقدر اقتراحاته ولا تنقص من شأنها، ثم لك الحرية في التصرف (لأنك القائد) بالقبول أو الرفض .

 هناك خطوة أخرى مهمة هل تستمتع بتربية أبنائك؟ حسنا... كلما أبديت تقبّلا وتقرّبا وحبا في أبنائك كلما استشعرت متعة التربية هذه المتعة التي يجب أن نبرمج ذواتنا عليها. فعلينا أن نفتح المجال لأبنائنا ليجلبوا  ويدخلوا المتعة والسعادة علينا كما نمتّعهم ونسعدهم فالأولاد زينة الحياة الدنيا.

  أيضا لابنك صداقات عليك أن تتقبّلها فلا تنتقد ابنك من خلال انتقاد أصدقائه وإن كانت صحبة سيئة فأقنعه بذلك بالتي هي أحسن ووفر له البديل كأن تشجعه على بناء صداقات  سليمة (تحت مراقبتك) من أقران صالحين، اسمح له باصطحابهم إلى البيت،  هكذا يتعلم طفلك كيف يكون اجتماعيا وكيف يبني علاقاته مع الآخرين لأنه أيضا بحاجة إلى الانتماء، قدّر أصدقاءه واحترمهم وإذا رأيت شيئا لا يعجبك يمكن التحدث معه في الموضوع على انفراد بذكاء دون توبيخ، فالتعبير عن تقدير أصدقائه يعزز لديه شعورا ذاتيا بالقبول. 

  أعتقد أن هذه كانت أهم الأساليب التي يمكننا ممارستها مع أبنائنا لإشباع حاجتهم للقبول. إن كانت لكم أساليب أخرى تعرفونها أو تمارسونها مع أبنائكم فشاركونا بها ولا تبخلوا علينا.


   
إقرأ المزيد