التربية الرشيدة


    السلام عليكم متابعينا الكرام، أعتذر عن غيابي عن التدوين الفترة الأخيرة لكن لا بأس يمكننا أن نعوض عن ذلك ببدائل أخرى. فاليوم اخترت لكم موضوعا  من كتاب القواعد العشر: أهم القواعد في تربية الأبناء للدكتور عبد الكريم بكار. الموضوع يتحدث عن عملية التربية فتابعوا معنا.
 

    حين يشتري الواحد منا آلة من الآلات الحديثة المعقدة التي لا عهد له بمثلها، فإنه يحاول تشغيلها واستعمالها من خلال الإطلاع على دليل الصانع (الكاتلوج) المرفق بها، أو من خلال سؤال أشخاص سبق لهم تشغيلها، وكثيرا ما يحذرك الصانع من استخدام تلك الآلة قبل امتلاك المعرفة بذلك، وكثيرا ما وقع الناس في أخطاء أدت إلى إفساد الآلات التي دفعوا من أجل اقتنائها أغلى الأثمان.

    الطفل أعقد من أي آلة، وتحتاج تربيته التربية الرشيدة إلى معرفة وخبرة وحذق، لكن الناس لا يحبون الاعتراف بذلك، ومن هنا، فإن الواحد منا يملك الجرأة على أن ينجب سبعة من الولد، دون أن يخطر في باله ما إذا كان في حاجة إلى قراءة كتيب، أو سماع محاضرة، أو استشارة متخصص...ونحن نقطف الثمرات المُرّة لتلك الجُرأة، ونتائج تلك الجرأة تتمثل في انحراف أعداد كبيرة من المراهقين والمراهقات، وفشل أعداد أخرى مماثلة في دراستها وفي حياتها العملية، ولكن مما يبشر بالخير: أننا نلمس اليوم المزيد من الوعي المتنامي بأهمية التربية الجيدة والتعليم المتميز.


التربية الرشيدة
                                        

    التربية عملية معقدة جدا، وتتطلب قدرا جيدا من الاتزان الانفعالي لدى المربي، إلى جانب قدر من الخبرة والممارسة العملية، وإن كل ذلك لا يعني كثيرا إذا لم يصحبه شيء من توفيق الله تعالى وهدايته وتسديده، وهذا مالا يصح أن نغفل عن طلبه والدعاء به.
    التربية أيضا عملية ممتعة جدا وشاقة جدا، وإن جزءا من مشقتها ينبع من أننا نشعر بالمعاناة، ونشعر أننا نضحي ونبذل، ولكن لا نلمس آثار ذلك في شخصية الأبناء وسلوكياتهم، وهنا أود أن أذكر بما ذكره أحد الباحثين عن شجرة (البامبو) الصينية، حيث إنها تظل بعد وضع البذور نحوا من أربع سنوات تضرب بجذورها الليفية في الأرض، ولا يرى منها سوى برعم صغير ينبت من البصلة، وفي السنة الخامسة يصل ارتفاع الشجرة إلى ثمانين قدما.

    نعم هذا هو شأن التربية، علينا أن نستمر في العمل ولو لم نر النتائج، ولم نلمس التغيرات، فهي موجودة، وكثيرا ما تظهر فجأة، ومن ثم فلا داعي إلى اليأس والقنوط والملل والسأم.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).