"إن ما نتوقع أن يحدث يصبح دافعا قويا لنا للاتجاه نحو ما توقعناه" لهذا فإنني إذا توقعت أن يكون ابني ناجحا توقعا قويا خامر دواخل شعوري، فإن هذا التوقع سيرسم لي وله صورة ذهنية مستقبلية تكون حافزه الرئيس للبحث عن الظروف والأحداث والأشخاص التي ستحقق له نتائج توقعاته.
نحن لا نتوقع من أنفسنا ولا من أبنائنا ما يكفي، ولذلك فلا يحقق معظمنا خُمس إمكانياته، وتحضرني هنا قصة واقعية أحب أن أرويها لكم:
(قال المدير في إحدى المدارس لثلاثة مدرسين: بما أنكم أفضل ثلاثة مدرسين فقد اخترنا لكل واحد منكم ثلاثين طالبا هم أفضل طلاب المدرسة ذكاءا لتدرسوهم في صفوف خاصة، ولكن لا تخبروا الطلاب ولا تخبروا أهلهم لأن هذا سيفسد الخطة، درسوهم بشكل عادي تماما، واستخدموا المنهج العادي ونحن نتوقع لكم ولهم بإذن الله نتائج رائعة المستوى.
وفعلا كانت النتائج رائعة ومختلفة عن المعهود وقال المدرسون: إنهم لمسوا تفهما وتجاوبا من الطلاب بشكل لم يصادفوه من قبل.
وفيما بعد جرى إخبار المدرسين أن الموضوع لم يكن إلا تجربة، وأن الطلاب هم طلاب عاديون تم انتقاء أسمائهم عشوائيا بلا ميزة خاصة، وفوق ذلك فإن المدرسين هم أيضا عاديون جرى سحب أسمائهم بالقرعة).
نلاحظ هنا أن التوقعات هي التي صنعت النتيجة مع أن المعلومات كانت في الأصل خاطئة.
وهنا نقول: ما يتوقعه الآباء والأمهات من أبنائهم له أكبر الأثر في صنع سلوك هؤلاء الأبناء، ولهذا فعلى الأبوين أن ينتبهوا ماذا يتوقعون من أبنائهم.
المصدر:كتاب ما لا نعلمه لأولادنا، المحور التربوي "من أجل صورة أكثر إيجابية لذوات أطفالنا" بقلم الأستاذة لمى الغلاييني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق