اللعب مع الطفل 1



   هل تريد أن تبني جسور الثقة بينك وبين ابنك وتزيد أواصر المحبة بينكما؟ هل تريد أن يحبك ابنك ويقترب منك أكثر؟هل تريد أن تنمي سلوك طفلك وشخصيته؟ هل تريد أن ينشأ ابنك واثقا من نفسه اجتماعيا في علاقاته؟ إذا كان جوابك نعم، فإليك إحدى الطرق التي ستحقق لك ذلك ألا وهي اللعب. فما هو اللعب وكيف يمكن من خلاله تحقيق كل ذلك؟

   اللعب للإنسان حاجة نفسية لخفض حالة التوتر والترويح عن النفس وتخفيف الضغوط وإزالتها، وللأطفال نشاط طبيعي يميلون إليه بشكل تلقائي ويمارسونه من أجل التسلية والحصول على المتعة، وشغل أوقات الفراغ. وهو انطلاقة لحياة أفضل له، وبداية لاكتشاف أشياء كثيرة في حياته. اللعب للإنسان سبيل بناء شخصية متكاملة وللطفل أنفاسه  التي يحيى بها.

   اعلم أن الخمس وقيل السبع السنوات الأولى من عمر الطفل تعتبر أهم مرحلة عمرية، فمن خلال هذه المرحلة يتعلم ابنك الكثير من المهارات الحياتية المختلفة خاصة المهارات الاجتماعية والمهارات الوجدانية. منها القدرة على الاعتماد على الذات، القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات، القدرة على مواجهة التحديات وتحمل الصعوبات والصبر على الابتلاءات. لطفلك في هذه المرحلة السنية رغبة وقدرة هائلة على التعلم،هذه الرغبة يمكن استثمارها عن طريق اللعب معه، فدورك التربوي كأب سيبدأ منذ الشهور الأولى لحياته من خلال مناغاته، حمله، مداعبته واللعب معه.هذه العلاقة ستنمو وتتطور بشكل أقوى وأعمق لتشكل اللبنة الأولى لعلاقاته مع الآخرين خارج نطاق الأسرة. سأذكر بعضا من فوائد اللعب لتتضح لنا الصورة أكثر. 

اللعب مع الطفل


   اللعب يعني نشاط، حركة، طاقة، فهو بالتالي يقوي العضلات وينشط الجسم ويكسب اللياقة البدنية، ناهيك عن صرف الطاقة الزائدة. يساعد اللعب الطفل على اكتشاف العالم الخارجي والحصول على المعلومات بنفسه، وهذا ينمي حصيلته المعرفية. أيضا في دائرة اللعب هناك اللعب الجماعي الذي يخلص الطفل من الخجل والانطواء على الذات، ويساعده على إقامة علاقات جديدة مع الآخرين فتزداد حصيلته المعرفية واللغوية، كما يعلمه احترام مصلحة الجماعة. فانخراطه في علاقات اجتماعية مع زملاء اللعب يعلمه أدوار الأخذ والعطاء وبالتالي يتعاونون على حل المشكلات وتنمو لديهم روح الإبداع والابتكار. باللعب ينصهر الطفل في محيطه ويتعلم واجباته كما يعي حقوقه، ويتعرف على حدوده ولا يتعدى حدود الآخرين. فاللعب ساحة وحلبة للتنافس والتحدي وإبراز المهارات والقدرات، واكتشاف المواهب والنبوغ لدى الأبناء، أيضا طريقة فعالة لتنمية التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة.

   الشعور بالرضى، الثقة بالنفس، تقبل الفوز والخسارة، الروح الرياضية، التعاون، الإيثار، الأمانة، الصدق، الصداقة، المحبة،التسامح، التحدي، النجاح، المبادرة والقيادة،كلها معان سيتعلمها الطفل من خلال اللعب الجماعي خاصة لعب الوالدين والأهل مع أطفالهم. فاللعب عامل تربوي مهم يساعدنا في التغيير الذي نريده في شخصيات أطفالنا.

   شارك ابنك اللعب وتصابى معه كما لو كنت مثله، بمعنى اجعل نفسك في مستوى طفلك، فهي فرصة لتحدثه بعبارات الحب والود والصداقة والمجاملة. شاركه المرح والضحك فذلك سيكون ممتعا له ولك أيضا، فليس هناك أم أو أب لا يسعدان برؤية ابنهما فرحا مسرورا والابتسامة مرسومة على شفتيه.
    اجعل قدوتك في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، فورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتصابى لحفيديه الحسن والحسين عليهما السلام كما في الرواية عن جابر الأنصاري أنّه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على ظهره وهو يجثو لهما ويقول " نِعمَ الجمل جملكما، ونِعمَ العدلان أنتما "
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).