السلام عليكم زواري الكرام مرة أخرى، أتمنى أنكم قد استفدتم من المشاركة السابقة تحت عنوان آثار الإستماع إلى القرآن الكريم أثناء النوم في جزئه الأول ، نتمنى لكم المزيد من الإستفادة في الموضوع في جزئه الثاني قريبا إن شاء الله وأعتذر عن عدم نشره اليوم لأنه بحاجة إلى بعض التعديلات التي لم أتفرغ لها. المهم اليوم أيضا أحضرت لكم موضوعا شيقا، وهو عبارة عن قصة تروي لنا نموذجين من تعاملاتنا مع أولادنا، فتابعوا معي.
تركت سوسن الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات غرفتها في حالة شديدة من الفوضى رغم تكرار والدتها لها بأن تقوم بترتيبها قبل الذهاب إلى أي مكان، ومما زاد من غضب والديها هما أنهما كانا على موعد مع مستأجر يريد أن يعاين المنزل في ذلك الصباح، وقد تحتم عليهما بسبب ما فعلته سوسن قضاء فترة من الوقت في تنظيم الغرفة على الرغم من ازدحام مواعيدهما في ذلك اليوم.
عند عودة سوسن للمنزل، أدخلتها والدتها مباشرة وبهدوء إلى غرفتها لمعاتبتها على ما بدر منها.
عند عودة سوسن للمنزل، أدخلتها والدتها مباشرة وبهدوء إلى غرفتها لمعاتبتها على ما بدر منها.
نحن الآن أمام صيغتين ستلجأ إليهما والدة سوسن لتوضيح جوانب الموضوع لطفلتها:
- صيغة إيجابية غير محبطة للذات.
- صيغة سلبية ومهينة للذات.
- صيغة إيجابية غير محبطة للذات.
- صيغة سلبية ومهينة للذات.
الصيغة الأولى:
سوسن، لقد قمت بفعل شيء أغضبني ووالدك لدرجة كبيرة (إن نقد الأم محدد لأنها تصف مشاعرها بدقة).
لقد طلبنا منك ثلاث مرات أن ترتبي غرفتك وتنظفيها، ولكنك في كل مرة تؤجلين إنجاز المطلوب منك (هنا تصف الأم الحالة بدقة وتصف موقف سوسن بعبارات صادقة).
وبسبب عدم قيامك بتنظيف وترتيب غرفتك،وتواعدنا مع المستأجر لمعاينة المنزل، فاضطررنا للقيام بذلك بأنفسنا، مما أدى إلى تأخرنا عن مواعيد هامة لنا،إن ترتيب الغرفة هو من مسؤولياتك وليس من مسؤولياتنا. ( هنا تشرح الأم لسوسن سبب المشكلة والأثر المترتب عليها، ولذلك فالنقد واللوم في موضعهما الصحيح).
سأطلب منك البقاء ربع ساعة في غرفتك، والتفكير فيما حدث، وأود أن تقترحي ثلاث طرق ستقومين بممارستها دوما لجعل غرفتك نظيفة ومنظمة، وأنا واثقة أن ما حدث لن يتكرر البتة.
سوسن، لقد قمت بفعل شيء أغضبني ووالدك لدرجة كبيرة (إن نقد الأم محدد لأنها تصف مشاعرها بدقة).
لقد طلبنا منك ثلاث مرات أن ترتبي غرفتك وتنظفيها، ولكنك في كل مرة تؤجلين إنجاز المطلوب منك (هنا تصف الأم الحالة بدقة وتصف موقف سوسن بعبارات صادقة).
وبسبب عدم قيامك بتنظيف وترتيب غرفتك،وتواعدنا مع المستأجر لمعاينة المنزل، فاضطررنا للقيام بذلك بأنفسنا، مما أدى إلى تأخرنا عن مواعيد هامة لنا،إن ترتيب الغرفة هو من مسؤولياتك وليس من مسؤولياتنا. ( هنا تشرح الأم لسوسن سبب المشكلة والأثر المترتب عليها، ولذلك فالنقد واللوم في موضعهما الصحيح).
سأطلب منك البقاء ربع ساعة في غرفتك، والتفكير فيما حدث، وأود أن تقترحي ثلاث طرق ستقومين بممارستها دوما لجعل غرفتك نظيفة ومنظمة، وأنا واثقة أن ما حدث لن يتكرر البتة.
الصيغة الثانية:
(لماذا ينطبق على تصرفاتك اللامبالاة دائما؟ إنني في غاية الحنق من تصرفك) إن كلمة دائما تعني أن المشكلة كونية ولن تتغير.
( لقد نبهت عليك مليون مرة أن تحافظي على نظافة غرفتك، ولكنك لا تلتزمي أبدا بما قلته، ما حكايتك بالضبط؟).
إن أم سوسن تبالغ في وصف المشكلة (مليون مرة) وتجعل الإصلاح مستحيلا (لا تصغين البتة) وكل ذلك لإشعار سوسن بالذنب، كما أن عبارتها (ما حكايتك بالضبط؟) تلمح إلى أن هناك عيبا أو نقصا دائما ملازما لشخصية سوسن.
( لقد حضر المستأجر في الصباح لمعاينة المنزل، وكادت أن تحدث مصيبة، لأن الانطباع الأول الذي يتكون لدى الشخص عند معاينته لبضاعة ما، هو أهم انطباع وعليه يترتب كل شيء. كان من الممكن أن ينتج عن تصرفك فقدان المستأجر وخسارة الآلاف من النقود لعدم تأجيرنا للمنزل، ويعني ذلك عدم تمكننا من شراء منزل جديد).
هنا تصف أم سوسن الموقف بطريقة مأساوية، لأن كلامها يعني أن مجرد إهمال سوسن لتنظيف الغرفة كان سيترتب عليه الدمار الشامل للعائلة.
(والآن ابقي في غرفتك ولن أكلمك. لتشعري بالخطأ الفظيع الذي ارتكبتيه) إن هذا الأسلوب سيسبب الاكتئاب لسوسن ويشعرها بأنها مجرمة في حق أسرتها، وليس فيه أي شيء مفيد ستتعلم منه كيفية التعامل مع أخطائها في المستقبل.
(لماذا ينطبق على تصرفاتك اللامبالاة دائما؟ إنني في غاية الحنق من تصرفك) إن كلمة دائما تعني أن المشكلة كونية ولن تتغير.
( لقد نبهت عليك مليون مرة أن تحافظي على نظافة غرفتك، ولكنك لا تلتزمي أبدا بما قلته، ما حكايتك بالضبط؟).
إن أم سوسن تبالغ في وصف المشكلة (مليون مرة) وتجعل الإصلاح مستحيلا (لا تصغين البتة) وكل ذلك لإشعار سوسن بالذنب، كما أن عبارتها (ما حكايتك بالضبط؟) تلمح إلى أن هناك عيبا أو نقصا دائما ملازما لشخصية سوسن.
( لقد حضر المستأجر في الصباح لمعاينة المنزل، وكادت أن تحدث مصيبة، لأن الانطباع الأول الذي يتكون لدى الشخص عند معاينته لبضاعة ما، هو أهم انطباع وعليه يترتب كل شيء. كان من الممكن أن ينتج عن تصرفك فقدان المستأجر وخسارة الآلاف من النقود لعدم تأجيرنا للمنزل، ويعني ذلك عدم تمكننا من شراء منزل جديد).
هنا تصف أم سوسن الموقف بطريقة مأساوية، لأن كلامها يعني أن مجرد إهمال سوسن لتنظيف الغرفة كان سيترتب عليه الدمار الشامل للعائلة.
(والآن ابقي في غرفتك ولن أكلمك. لتشعري بالخطأ الفظيع الذي ارتكبتيه) إن هذا الأسلوب سيسبب الاكتئاب لسوسن ويشعرها بأنها مجرمة في حق أسرتها، وليس فيه أي شيء مفيد ستتعلم منه كيفية التعامل مع أخطائها في المستقبل.
لذلك فما نود أن نخلص إليه:
عندما نقوم بانتقاد أطفالنا فإننا نجعلهم ينظرون إلى العالم بصورتين: نظرة تفاؤلية نابعة من صورة ذاتية إيجابية، أو نظرة تشاؤمية محبطة صادرة عن ذات سلبية يائسة.
عندما نقوم بانتقاد أطفالنا فإننا نجعلهم ينظرون إلى العالم بصورتين: نظرة تفاؤلية نابعة من صورة ذاتية إيجابية، أو نظرة تشاؤمية محبطة صادرة عن ذات سلبية يائسة.
أرأيتم أخي المربي أختي المربية، كم من مرة تعرضتم لمثل هذا الموقف؟ كم من مرة قمتما بنقد أطفالكما؟ وأي صيغة كنتما تتبعانها في نقدكما لهم؟ هل هي صيغة إيجابية بنّاءة أم صيغة سلبية مهدّمة؟ فلنتعلم من هذا النموذج ونأخذ منه العبرة، كي لا نكررأخطاءنا مع أطفالنا.
مصدر القصة:كتاب ما لا نعلمه لأولادنا لمجموعة من المؤلفين من بينهم الأستاذة لمى الغلاييني في المحورالتربوي: "من أجل صورة أكثر إيجابية لذوات أطفالنا".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ردحذفموصوع شيق وجميل لتربية أطفالنا بارك الله بك
وعلى كل حال على الأباء أن ينظروا بعين الفراشة لتصرفات أبنائهم ولاينظروا لهم بعين الذبابة
كي ينظروا لنا عند كبرنا بنفس العين التي كنا ننظر اليهم
واكرر بارك الله بك
السلام عليكم أخي ناجح وفيك بارك الله، تسرني مشاركتك معنا اليوم ومرحبا بك في بيتك،نتمنى من الجميع المشاركة بآرائهم وأفكارهم، ويشاركونا تجاربهم، أتمنى لك إقامة طيبة معنا،في أمان الله.
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ردحذفأتمني ايضا منك المشاركة في مدونتي المتواضعة
ألاسلام طريق النجاة http://najehs.blogspot.com/
السلام عليكم أخي ناجح، لقد سبق لي أن زرت المدونة مرارا وقرأت عددا لا بأس به من المواضيع، فيسعدني المشاركة في مدونتك.
ردحذف