سنة أولى تدوين

أعزائي زوار ومتابعي مدونة "تربية طفلي" أهلا بكم أحيطكم علما بأنه قد مرت سنة منذ افتتاح المدونة لذا موضوعنا لهذا اليوم سيكون مختلفا عما عودتكم عليه.فماذا يعني هذا اليوم بالنسبة لأم كوثر؟


   في مثل هذا اليوم من السنة الماضية قمت بنشر أول تدوينة لي في هذا العالم الافتراضي وبهذه المناسبة أريد ان أقول شيئا، أنا لست اليوم هنا لأحتفل بأول سنة تدوين كما يفعل بعض المدونين، فالاحتفالات في رأيي خاصة بالإنجازات وأنا أرى نفسي حتى الآن لم أحقق إنجازا ولا زلت في بداية الطريق "فضربة الفأس الأولى في الأرض ليست إنجازا"، لكنها  الخطوة الأولى لي في عالم التدوين رغم بساطتها ورغم صغرها إلا أنها بالغة الأهمية وعلي أن لا أستصغرها بل أسعى لتنميتها وتقويتها هذا يشبه الطفل الصغير عندما يبدأ خطواته الأولى في المشي سيتعثر ويسقط ولكنه ينهض ويكمل الطريق سيتعثر ويسقط مرات ومرات ولكنه لا يستسلم وينهض في كل مرة بعزيمة أقوى و بإرادة أكبر إلى أن يتعود المشي ويمشي بخطوات ثابتة.


   معرفتي بعالم التدوين كان من خلال معرفتي بعالم الربح من الأنترنت قبل ذلك لم أكن أعرف شيئا عن ماهية المدونات وكيفية إنشائها وما هي أغراضها وغيرها من الأمور المتعلقة بها، قد يتبادر السؤال إلى أذهانكم كيف ذلك؟ وما علاقة كل واحد منهما بالآخر؟ في الموضوع قصة سأحكيها لكم لاحقا في تدوينة أخرى إن شاء الله، المهم تعرفت على مدونات كثيرة لا أزال أتابع بعضها وفي كل يوم أكتشف مدونة جديدة بالنسبة لي طبعا وأعرف أن هناك المزيد منها المتناثرة هنا وهناك في مجالات شتى مع كثرتها وتنوعها ، تعلقت بالتدوين كثيرا  أبهرني هذا العالم بما يحمله من أفكار وقررت أن أخوض تجربة فيه، التدوين في مجال تربية الأطفال لم أخطط له قبلا، ولكن يبقى قرارا اتخذته وبدأت تنفيذه، أجل اخترت التدوين المتخصص رغم أنه ليس بالسهل ناهيك إن لم يكن هذا الاختصاص اختصاصك، لكن خطوت خطوة جريئة بالتدوين فيه لأنه جزء يسير من اهتماماتي، ولأنني أم تحب أن تشارككم الشيء اليسير مما تتعلمه في مجال التربية وهذا ما أوضحته في أول تدوينة لي، ولسبب أهم هو فقر محتوانا العربي من المدونات المتخصصة هذا ما استنتجته من خلال رحلتي في استكشاف هذا العالم.
   في عالم الويب العربي تنقصنا ثقافة المشاركة وثقافة نشر التجارب والأفكار التي نجدها في الويب الغربي منتشرة بكثرة هناك ثغرة وفجوة كبيرة علينا سدها، أكيد أن لكل واحد منا شيء يقوله أو شيء يضيفه لهذا العالم لكن اعتدنا أن نكون مستقبلين غير فاعلين، أن نكون مستهلكين غير منتجين. الأنترنت أعطتني الكثير فأردت أن أردّ لها الجميل ولو بالقليل الذي يمكنني لأنني حديثة عهد بهذا العالم. انطلاقتي كانت من الصفر كان علي أن أتعلم الكثير قبل أن أبدأ هذه كانت أول خطوة وأهم خطوة، تعلمت القليل ولا يزال أمامي الكثير لأتعلمه واجهتني بعض المشاكل في البداية لكن الحمد لله تجاوزتها بفضل الله وبفضل بعض الأشخاص الذين قدموا لي يد العون.


   اليوم ارتأيت أن يكون وقفة لمراجعة ما قمت به حتى الآن في مدونتي وما هي الأخطاء التي وقعت فيها أو لنقل الأخطاء التي لم أستطع تجنبها.

   أعترف بأن أكبر خطأ ارتكبته هو أنني لم أطبق كل ما تعلمته، ومن بين أهم الأشياء التي تعلمتها هو بعض طرق إشهار مدونتك التي لم أطبقها مع مدونتي لذا كانت النتيجة عدم انتشارها وجهل الكثير من الأشخاص بها وأيضا ضياعها في كم هائل من المدونات غير المعروفة. والسبب الرئيسي لارتكابي هذا الخطأ هو قلة تفرغي أو لنقل لم أعطي الجهد والوقت الكافي لمدونتي كي تحقق النجاح والانتشار. وهذا هو خطئي الثاني إهمال الجانب الجمالي للمدونة يعني عدم الاهتمام بشكل المدونة، خطأ آخر قلة الانتاجية بسبب التخصص في التدوين أعتقد لو أنني توسعت في مجالات أخرى ولم أحصر نفسي في مجال واحد لمنحت لنفسي حرية أكبر في التدوين وبالتالي مساهمة أكبر وزيادة الانتاجية . من الأخطاء التي ارتكبتها أيضا هو تعليق التدوين على الحالة المزاجية المناسبة وعدم تحديد وتخصيص ساعات وأوقات عمل مناسبة وهذه من الأخطاء التي لم أتمكن من تفاديها فالتدوين يحتاج منا همة عالية وصبرا كبيرا وكي تنجح عليك أن تستمتع بما تفعل.


   التدوين في هذا التخصص رسالة سامية أود تبليغها رسالة لا أعرف إن كنت سأقوى على حملها  ففي أحيان كثيرة كنت أعجز في التعبير عن أفكاري فبعض الأفكار تحتاج إلى وقت كي تنضج، ومجال التربية مجال واسع لا يمكنك الخوض فيه دون أن تكون لك خلفية عنه،لأننا فيه نتحدث عن بناء إنسان فأصعب البنى بناء إنسان فليس هناك مخطط معين إن اتبعته ستنجح، مفهوم التربية أوسع من ذلك ربما ترجع صعوبة هذا التخصص لذلك.هذا السبب الذي جعلني أتردد كثيرا في خوض التدوين في مجال التربية.


  في فترة معينة اضطررت للغياب عن التدوين وكان علي بعدها أن أقرر إما الانسحاب وإما الاستمرار والمواصلة، قررت أخيرا أن أستمر بالتدوين ففكرة أن أتخلى عن التدوين لا تعجبني لأن المدونة أصبحت جزءا من حياتي وتشغل تفكيري، ولكن هذه المرة أحاول أن أدون بلون مختلف فالتدوين بنفس اللون وعلى نفس الوتيرة  يصيبني بالملل كما أنه سيجلبه لكم  أيضا وهذا يحتاج إلى بذل جهد أكبر وإبداع أكثر، قد لا أستطيع أن أحقق ذلك في الوقت الراهن لأن المسألة تحتاج إلى وقت ومران، خصوصا أنني قد تركت مقاعد الدراسة منذ سنوات وبالتالي لم أعد أكتب إلا ما ندر حتى القراءة تخليت عنها منذ زمن طويل وأعتقد أنني فقدت الكثير مما تعلمته ومما كنت أجيده، لكنني الحمد لله عدت للمحاولة مجددا البداية كانت ولا تزال صعبة حقا لكن الأهم هو الاستمرار والمداومة، فأحمد الله تعالى على نعمة البيان ونعمة القلم، وأحمده أن منحني القدرة على القراءة والكتابة والتعبير.


   قد تتساءلون من أكون أنا شخص أراد أن تكون له بصمة في هذا العالم الافتراضي، شاءت الأقدار أن تكون انطلاقتي من هنا من مملكتي الصغيرة حيث أشعر باستقلاليتي.لا أعرف إن كنت فعلا أستحق إسم مدوّنة لأنني لا أزال أظن أنني لم أضف للتدوين قيمة تذكر، أثق في نفسي وفي قدراتي وأعلم أنه يمكنني وبوسعي أن أقدم أفضل، لا أعتبر  نفسي شخصا متعلما بل أعتبر نفسي طالبة علم عصامية وأفضل أن أبقى دوما هكذا  أنهل من هنا وهناك، أحب البحث أحب التعلم لدي جوع معرفي كبير. الكتب هي مصدري الأول للعلم في التربية، وهنا سأدوّن لكم جزءا مما تعلمته. أساتذتي الذين تعلمت ولا أزال أتعلم منهم  هم: الرسول صلى الله عيه وسلم، الشيخ محمد الغزالي،الشيخ عبد الله ناصح علوان، د.خالد عبد الرحمان العك، الأستاذ محمد سعيد مرسي، د. مصطفى أبو سعد، د. محمد راتب النابلسي، د.عبد الكريم بكار،د.ياسر نصر وغيرهم كثير ممن سمعت أو قرأت لهم أكيد استفدت أيضا من مؤلفين من الغرب فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها .


   بالمناسبة أريد أن أقول كلمة لكل أم وأب ومربي، أولادنا أمانة في أعناقنا فلا تضيع الأمانة أولادنا جواهر نفيسة علينا الاعتناء بها، أولادنا ريحانتنا وزينة حياتنا الدنيا، أولادنا استمراريّتنا ومستقبل أمتنا. رزقت ابنا...هي نعمة من الله لا ينعم بها كل الناس فهلا شكرت هذه النعمة برعايتها وتعهدها والمحافظة عليها ؟ رزقت ابنا....حياتك ستتغير وهذا يعني أنك ستتغير أيضا فهل أنت مستعد لهذا التغيير؟ كيف نطالب أبناءنا بما لا نفعله؟ كيف نطالبهم بالتغيير ونحن لا نقبل بأن نغير من أنفسنا؟ يقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" إذن لابد أن تستعد لاستقبال المولود بأن تغير نفسك، وكي تغير من نفسك وتتمكن من تربية ابنك أنصحك بأن تتعلم وتضحي وتصبر وتعمل بمبادئ دينك وتدعو الله أن يوفقك،وتذكر دائما أن ابنك هو أكبر مشروع لك في هذه الحياة الدنيا.

   وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول لكل من زار مدونتي وقرأ كلماتي، لكل من تواصل معي عبر بريدي الإلكتروني وشجّعني، لكل من كان لهم يد في تطوير مدونتي، لمتابعي الأوفياء لهؤلاء أقول شكرا وجزاكم الله خيرا، لكم مني تحياتي وباقة ورد عطرة, وبابنا مفتوح لاستقبال مقترحاتكم وآرائكم وانتقاداتكم. لي طلب بعد ذلك شاركونا تجاربكم ولا تبخلونا لابد أن هناك في جعبتكم ما تودون قوله، أعلم أن لدي متابعين من وراء الشاشة ولكن بودي لو نتعرف عليهم ونسمع منهم.
هذه بعض الخواطر التي كتبتها أتمنى أن أوفق للاستمرار والمواصلة في التدوين السنة المقبلة، دعواتكم المخلصة ودمتم في ود.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

هناك تعليق واحد:

  1. " في عالم الويب العربي تنقصنا ثقافة المشاركة وثقافة نشر التجارب والأفكار التي نجدها في الويب الغربي منتشرة بكثرة هناك ثغرة وفجوة كبيرة علينا سدها، أكيد أن لكل واحد منا شيء يقوله أو شيء يضيفه لهذا العالم لكن اعتدنا أن نكون مستقبلين غير فاعلين، أن نكون مستهلكين غير منتجين"
    كأنك تعبرين عما في صدري اختي فعلا أحسنت القول وانقل هنا بعض ما كتبته في تدوينتي على مدونة نصائحك للمدونين
    ما شجعني على التدوين هو أني كلما بحثت عن معلومة في الانترنت لم أعثر على مبتغاي باللغة العربية فأظطر للبحث بلغات أجنبية , في الغرب المحتوى ثري جداً تصل إلى حد الإعتقاد أن كل شخص له مدونة , كل شخص عنده معلومة يشاركها مع الآخرين .
    معلمة رياض أطفال لها مدونة تشارك فيها أوراق عملها، شخص يحب الطبخ يشارك وصفاته، شخص يحب الأشغال اليدوية ينشر دروس , يكتب تجاربه الشخصية اختراعاته. وهكذا تنتشر روح المشاركة ويستفيد الجميع

    وعندما تبحث عن المعلومة بالعربية اما كما قلت لا تجدها أو تجدها في منتدى ومنقولة في الف منتدى آخر وكلما فتحت رابطا وجدت نفس المعلومة مذيلة بكلمة منقول دون ذكر المصدر

    وفي النهاية لا تعرف الكاتب الأصلي ولا تستطيع متابعته

    ردحذف