كيفية التعامل مع الأطفال العدوانييَن

   إن تحويل الطفل من شخصية عدوانية إلى طفل غير عدواني أمر يحتاج بعض الوقت والصبر، وهناك مجموعة من الاقتراحات والنصائح للمساعدة على التعامل مع الطفل العدواني:
 - كلما رأيت طفلك في موقف معين يتصرف بعدوانية أو عنف، فعليك أن تقوم بالتدخل ومحاولة البداية بتحذيره أو إعطائه نصيحة أو فكرة عن طرق أفضل وأكثر هدوءا يمكنه من خلالها التعامل مع الموقف بطريقة أكثر إيجابية. فمثلا إذا كان طفلك يريد أن يأخذ لعبة معينة من صديقه أو شقيقه فانصحه أن يقوم بطلب اللعبة بطريقة لفظية إيجابية وإذا لم يستمع الطفل لكلامك فعليك أن تتحدث معه وتناقشه بطريقة جادة.
 - يجب أن تلتزم بأن تكون أعصابك متماسكة حتى يراك قدوة حسنة أمامه. أن يكون الأهل قدوة لأطفالهم، أمر لا يعني إخفاءهم لمشاعرهم، فيجب أن يتمكن الطفل من رؤية أهله يتصرفون على طبيعتهم دون إخفاء للمشاعر أو المخاوف. فيجب أن يرى الطفل أن والده أو والدته يمتلك الثقة والتحكم بالنفس اللذين يسمحان له بالتصرف بعقلانية حتى وهو غاضب.وأيضا أن يكون الأب أو الأم قدوة ومثالا لأطفالهم لا يعني فقط تحكمه في مشاعره ولكن يعني أيضا مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره سواء كانت سلبية أو إيجابية. ويمكن للأم أن تبدأ بإظهار التعاطف والدعم للآخرين عن طريق بعض الأعمال التطوّعية مثل تقديم الأزهار أو سلال الفاكهة للجيران أو زيارة المرضى من الأطفال في المستشفيات.
 - لا ينبغي أن يظهر الآباء أمام الطفل بمظهر الضعف أو القلق تجاه ثورات الغضب والعدوان التي يقوم بها الطفل، كما أنه لا يجب أن نظهر عدم المبالاة أو عدم الاهتمام بذلك السلوك على أنه سلوك منبوذ اجتماعياَ وغير مقبول خلقياً.
 - يجب أن لا تلجأ أيّها المربي للسلوك العنيف مثل: الضرب، والصراخ، وقذف الأشياء، ووصف الطفل بأشياء لن تحد من سلوكه السيئ بأي حال من الأحوال، لأن ذلك يعطيه أمثلة على سلوكيات جديدة لتجربتها، فالعقاب البدني سيقنعه أن الضرب والإيذاء مسموح والعقاب اللفظي سيشعره بالنقص وعدم الثقة بالنفس التي يمكن أن تؤدي إلى العدوان. بل يجب إعطاء المثال الحسن، في ضبط النفس، فهذا ما سيجعله أكثر قناعة بقدرته على ضبط نفسه.
 - يجب أن تأخذ نفساً عميقاً، وتعد إلى العشرة، وتقنع نفسك بأن الأمر ليس معركة مع الطفل، وبأنك يجب أن لا تغضب، وإذا استدعى الأمر، فلتذهب إلى مكان آخر حتى يهدأ غضبك.
 - إذا كان لابد من معاقبة الطفل فاستخدم معه أسلوب الإقصاء. إن استخدام الإقصاء لمدة محدودة هو من أفضل الأساليب العقابية للطفل العدواني ( أي عزل الطفل عن الحصول على المعززات الدافعة للعدوان )  


كيفية التعامل مع الطفل العدواني
                                            
- عندما يرتكب الطفل عملا عدوانيا يجب أن تكون الاستجابة سريعة من المربي فالأم مثلا يجب أن تترك ما تفعله مباشرة، وتطلب من الطفل الجلوس معها وتبقى صامتة. ثم تقوم باحتضانه أو لمسه بطريقة ودية، وبعد دقائق من الهدوء تناقش الطفل باختصار حول ما فعله، ثم تعاود ما كانت تقوم به سابقا.
 - مناقشة السلوك الخاطئ يجب أن يتمّ فورا بمجرد أن يجلس الطفل ويهدأ وقبل أن ينسى ما حدث، بعد ساعتين يمكن استعراض الظروف التي أدت إلى ما حصل، ويطلب من الطفل أن يفسر ما الذي أثاره، ويجب أن يفهم الطفل أن الغضب شيء طبيعي، لكن التعبير عنه بشكل عدواني هو غير الطبيعي. ويتم اقتراح طرق أفضل للاستجابة، فمثلا يمكن أن يخاطب أخاه قائلا: أنا فعلا غاضب لأنك أخذت كرتي ، أو بأن يبتعد عن الشخص أو المكان ويأخذ وقتا ليهدأ ويفكر بما يمكن عمله.
 - التأديب والمحاسبة يجب أن تكون بشكل دائم ليتعلم الطفل وبمرور الوقت كيف يميز الفعل الخاطئ من الصحيح، وان يتوقع العقاب إذا اقترف سلوكا خاطئا، وهذا ما سوف ينظم ويضبط سلوكه.
 - استغلال الفرص المناسبة و تمرير رسالة خفية للطفل تظهر نبذ هذا السلوك من خلال موقف يظهر أمام الطفل أو سرد قصة دون إحراجه.
 - تعزيز ضبط النفس: فبدلا من لفت نظر الطفل عندما يسلك سلوكا سيئا، فيجب أن يمتدح عند قيامه بسلوك حسن، أي بتعزيز السلوك الايجابي لديه، والتأكيد على أن ضبط النفس، وحل الصراعات مهارات يحتاج لإتقانها وممارستها، وإذا واجه صعوبة في تقبل هذا الأمر واستيعابه، فيستحب مكافأته في كل مرة يتمكن فيها من ضبط نفسه (خاصة الأكبر سنا). ويمكن لهذه المكافأة أن تكون بسيطة كمنحه وقتا إضافيا للعب، أو الذهاب في نزهة.
 - ضرورة توافر المعاملة المتساوية العادلة بقدر الإمكان بين الأطفال وعدم تمييز بعضهم على بعض، كما لا يجب عقد مقارنات بين الأطفال في قدراتهم وصفاتهم الشخصية.
 - تشجيع الطفل على محبة الغير، فكلما أحب الطفل الآخرين كلما قل عدوانه عليهم ، شجعه على التعاطف والاهتمام بالآخرين وذلك بتوضيح مدى الأذى الذي سيلحق بالأطفال المعتدى عليهم ، وقديم المديح في كل مرة يظهر فيها الطفل العدواني الاهتمام بالآخرين وبمعاناتهم.
 - تعزيز شعور الطفل بالسعادة والثقة وإبعاد الطفل عن مشاهدة النزاعات الأسرية.
 - عدم توفير مطالب الطفل كلها في الحال ولكن إرجاء بعضها إلى وقت لاحق حتى لا يتعود على أسلوب البكاء والغضب حينما يريد تحقيق رغباته فالحياة لن تعطيه كل ما يريد في المستقبل.
 - عدم الإكثار من التدخل في حرية الطفل وأنشطته أو تحديد حركته أو على الطاعة العمياء دون تذكير أو نقد أو مناقشة.
 - تحميل الطفل مسؤولية أفعاله وأيضا تعليمه الأسباب الأخلاقية لعدم التصرف بعدوانية فيجب أن يتعلم أن التصرف بعدوانية يسبب الأذى للآخرين، وذلك بهدف تنمية الحس الأخلاقي لديه، والتعاطف مع الآخرين، فهو حتما بحاجة إلى اكتساب بعض المبادئ المتعلقة بسلوكه وتأثيره على الآخرين.
- عدم الإكثار من التدخل في حرية الطفل وأنشطته أو تحديد حركته أو على الطاعة العمياء دون تذكير أو نقد أو مناقشة.
- تدريب الطفل على التعبير عن ذاته من خلال الحديث والحوار مع الآخرين واللجوء إلى الأكبر منه سناً لطلب المساعدة بدلاً من الاعتداء بالضرب.
- مساعدة الطفل كي يحصل على حقوقه دون إيذاء مشاعر الآخرين أو أفكارهم أو الاعتداء عليهم ودون صراعات.فمثلاً عندما يأخذ طفل آخر شيئاً ما يخص طفلك فإن على طفلك أن يقول له"هذا لي من فضلك أرجعه إليّ " وفي ذلك جرأة إيجابية تؤكد ذاته وتحفظ حقوقه، وعلينا أن نعلمه وندربه على قول لا ، عندما تُنتهك حقوقه الخاصة ولكن دون الاعتداء على حقوق الآخرين.
 - يجب أن تعّود الطفل العدواني أن يَكون حَكماً على نفسه بمعنى أن نجعله يفكّر قبل أن يتصرف، و يعيش الدور كما لو كان قد وقع عليه العدوان ويمكن أن نذكره الخسائر التي لحقت به جراء اعتدائه على أطفال سابقين وما ترتب على ذلك من فقدان الصداقات ونبذ الآخرين له.
 - على الوالدين الاتفاق على نظام منزلي يركز على عدم الرضى عن السلوك العدواني، لمنع حدوثه ، مع تعويد الطفل أن يعتذر لإخوته عندما يخطئ.
 - وثق علاقتك بالطفل واحترمه وعمّق حبك له وأشعره بالدّفء،و أشبع جميع حاجاته المشروعة.
   على كل حال أهم نصيحة كي تساعد طفلك العدواني على الهدوء، كُن أنت هادئا مع عدم محاولة التحدث إليه حتى يهدأ وحاول أن تكون على دراية تامة بشخصية طفلك لأن هذا يمنحك القدرة على توقع تصرفاته وتحركاته.فبعض الأطفال لا يملكون القدرة على التعبير عما يضايقهم ،فمثلا إذا كان طفلك لا يجيد التعامل مع الظروف المفاجئة، حاول أن تحافظ على روتينه اليومي.
   إذا لم تفلح كل هذه التقنيات في ضبط سلوك الطفل العدواني، وأصبح من الصعب عليه المشاركة في المدرسة والعائلة والنشاطات الاجتماعية والرياضية الأخرى، فيجب الاستعانة بأخصائي أطفال نفسي، والذي يمكنه أن يُقيّم سلوك الطفل، وسوف يتم العلاج استنادا إلى الأسباب التي أدّت إلى السلوك العدواني لدى الطفل.         
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

هناك تعليق واحد: