كيف تجعلين ابنك يخلد للنوم دون متاعب؟


    يشتكي الكثير من الأمهات من المتاعب التي يسببها لها الطفل قبل الخلود إلى النوم، لأن السرير بالنسبة للطفل، هو الدليل القاطع على اضطراره الانفصال عن والديه، وعن ألعابه، والبقاء وحيدا. والأطفال بشكل عام يكرهون الوحدة، ويبحثون عن كل الأسباب التي تدفع أهلهم إلى ملازمتهم.
  
   خلال النهار يكون الطفل نشيطا وفعّالا ونجده يلعب ويقفز ويركض، ولذلك فالانتقال من حالة النشاط إلى حالة السكينة والهدوء والنوم لا يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ ودون أي مرحلة تحضيرية تهيّئ الطفل للنوم وتساعده على التحول من حالة النشاط إلى حالة الاسترخاء والحاجة إلى النوم. هذه المرحلة الانتقالية يجب أن تمارس فيها الأم (خاصة) مع طفلها روتين يومي ثابت للنوم، يتعلم الطفل من خلاله أن وقت اللعب قد فات، وأن وقت النوم قد حان. وهذه بعض النصائح لك أيّتها الأم،  لتجعلي طفلك (ملاحظة: نستثني هنا الأطفال الرّضّع والمولودون حديثا) يخلد للنوم دون متاعب.


-    حدّدي روتين ثابت لموعد النوم ولا تقومي بتغييره. فعلى الأطفال الخلود إلى النوم باكرا، حتى تنمو عقولهم وأجسادهم بشكل سليم.
-    نبّهي طفلك إلى اقتراب موعد النوم قبل نصف ساعة، ثم قبل ربع ساعة. فالأطفال لا يحبون القرارات المفاجئة التي تنقلهم من حال لأخرى.
-    يجب أن يكون الوقت الذي يسبق النوم "وقتا هادئا"، فقبل الانتقال إلى وضعية الهدوء للنوم، لابد للطفل من تفجير ما بقي لديه من طاقة ، كقليل من اللعب والرّكض في غرفة النوم.
-    يرجع لك الاختيار فيما يخص خطوات الروتين اليومي للنوم. هناك نمط معروف وهو إعطاء الطفل حمام دافئ، ثم ارتداء ملابس النوم، ثم قراءة قصة وبعدها احتضان الطفل ووضعه في سريره، قد يشمل الرّوتين أيضا غسل الوجه واليدين وغسل الأسنان، ثم لبس البيجاما ،بعدها قراءة قصة ذات مغزى وغير مثيرة لمخاوف الطفل، وإنما قصة تساعده على النوم بهدوء وبأمان،فالطفل يحب الاحتضان الدافئ وقراءة قصة معك وذلك ينمّي مهاراته اللّغويّة من خلال التعرّف على كلمات جديدة .
-    إذا كان طفلك يشعر بالإثارة وقت الاستحمام أو لا يستمتع به استغن عن الاستحمام في الروتين.
-    يستمتع الكثير من الأطفال عندما يتم حملهم للقيام بجولة في أرجاء الغرفة أو المنزل قبل الذهاب إلى النوم، ليتمنّوا ليلة سعيدة لأفراد العائلة وألعابهم المفضلة.
-    يصبح طفلك أكثر استرخاءا إذا كان يستطيع توقع ما الذي سيحصل، فكلما كان مسترخيا كان من السهل أن يخلد للنوم.
-    لجرعة الحنان التي يوفّرها الوالدان لطفلهما قبل انصرافه إلى النوم أهميّة كبيرة. فهذا الحنان، المتمثل بعناق أو بقبلات أو بضحكات متبادلة، يُطمئن الطفل إلى أن النوم ليس عقابا يلقاه، لذا فاحرصي عليها.
-    يجب أن يمتنع الأهل عن الإظهار للطفل أننا سنتخلّص منه بنومه حتى وإن كنّا متعبين أو في عجلة من أمرنا، وذلك لأن إعطاء الطفل هذا الشعور يجعله يواجهنا بمقاومة النوم بكل ما أوتي من قوة.
-    يجب عدم ربط النوم بالعقاب، فيحاول الطفل التمرد على هذا العقاب عبر رفض النوم.ولا ترسل الطفل إلى النوم المبكّر كعقوبة له، لأن ذلك يؤدّي إلى أن يقرن الذهاب إلى النوم بالوقت المعتاد وبين العقوبة.
-    ينبغي على الوالدين اتّخاذ موقف موحّد وحازم أمام رفض الطفل التوجه إلى السرير. فالتساهل من أحد الطرفين يؤدي إلى اعتياد الطفل عدم الانتظام في مواعيد النوم .
-    اهتمي بما يحبه طفلك قبل وقت النوم، مثل ترك الباب مفتوحا قليلا، وجود إضاءة جانبية أو شرب القليل من الماء، أو اختيار بطّانيته المفضلة أو لعبة محشوّة لأخذها إلى السرير، مع ضرورة التّأكّد من عدم وجود خطر الاختناق.
-    يعد وقت النوم فرصة رائعة لك لقضاء وقت للحديث مع طفلك، فيمكنك مثلا الحديث عن الأشياء التي فعلها طفلك خلال اليوم، والأشياء التي تنويان القيام بها في اليوم التّالي.
-    في مرحلة من المراحل يبدأ الطفل بالشعور بالخوف من الغرباء ومن الأحلام المزعجة ومن شخصيات وهمية وغيرها ، وكل هذا قد يؤثر على مدى هدوئه النفسي وقدرته على النوم لذا فمن المهم أن لا يستهين الأهل بمخاوف الطفل أو أن يوبّخوه بسببها، بل عليهم مساعدته في التغلب على مخاوفه عبر خلق جو مريح في الغرفة بإبقاء ضوء خافت فيها أو إخراج ما يحدث صوتاً مزعجا ومخيفا منها ، كذلك يمكن مرافقة الطفل في جولة في أنحاء البيت، للتّأكد من عدم وجود شيء يدعو للخوف والقلق ،وليطمئنّ أكثر.
-     يجب أن ينام طفلك في غرفته الخاصة، إذا كان ذلك غير ممكنا فيجب أن يكون لديه سريره الخاص ينام فيه، ولا تدعي طفلك ينام في سريرك أو في غرفة الجلوس.
-    على الأهل إتباع نهج وخطوات معينة لتعويد الطفل أن ينام لوحده وبشكل مستقل .تبدأ هذه الخطوات بتخفيف الإضاءة في غرفة الطفل وتدفئتها إذا ما كانت باردة ومن ثم عليهم مرافقته إلى سريره وتغطيته والتربيت على كتفيه وظهره أثناء تواجده في السرير والتحدث إليه بصوت هادئ والقول له مثلا إنّ كل الناس ستنام وأنت أيضا ستنام مثل الأشجار والأزهار ومثل لعبتك التي ستنام إلى جانبك وبعد النوم ستستيقظ في الصباح وتجدني إلى جانبك .وفي حالة إن الطفل أخذ بالبكاء يمكن التربيت على ظهره وجسده برفق ومواصلة الحديث معه بصوت هادئ ونقول أنا هنا إلى جانبك أنا أحبك كثيرا وعندما سيستيقظ غدا سنكون معا مرّة أخرى ، وهنا يجب الإشارة أنه وحتى إن لم يفهم الطفل معاني الكلمات التي نقولها إلّا أّنّه لا بد وسيفهم أنّ أمّه تحبه ولن تتركه ،وإنّها تتواجد إلى جانبه. ومن الممكن في هذه المرحلة إعطاء الطفل ما يخفف من وحدته في السرير مثل لعبة ناعمة الملمس.وعندما تقبّل الطفل عليه أن يعي أنها قبلة نهاية التفاعل بينكما لهذا اليوم.
-    أتركي غرفة طفلك بهدوء لكن بحزم. قبليه وودعيه قائلة: "سأتركك الآن، تصبح على خير، أراك صباحا".. أو بأي تعابير مشابهة، وانصرفي عنه ولا تعودي إليه إلا في الحالات الطارئة.  أما إذا احتجّ على ذلك بالصياح والغضب والبكاء، فأقنعيه بهدوء وحنان بأهمية النوم وفائدته، وبلّغيه بأنّك تتوقّعين منه الاسترخاء والنّوم. لا تتنازلي عن ذهابه إلى السرير، حتى لو لم يرد النوم فورا، لأنّ الأطفال يحتاجون إلى قرابة نصف ساعة أو أقل حتّى يستغرقوا في النّوم. وإن ألحّ في النداء، فأجيبيه من بعيد: "أنا هنا، وأراك غدا". وعندما تكون العودة إليه اضطرارية، ليكن والده من يعود إليه قائلا له: "أمك متعبة وستراك غدا.وهذه آخر مرة نستجيب لندائك". إنّ تكرار هذه الأمور مرة تلو الأخرى سيجعل طفلك يدرك أن الاحتجاج الغاضب لن يوصله إلى السماح له بعدم الالتزام بموعد النوم.
-    لا تنسي مكافأته في اليوم التالي إن لم يعذبك قبل نومه.
-    يمكنك تشغيل أسطوانة قرآن كريم والاستماع إليه، خاصّة قصار السور بدلا من الموسيقى التي ينصح بها بعض الأخصّائيين، فهذا يربط الطفل بالقرآن ويسهل عليه حفظه، كما يساعده على الاسترخاء، ويكون آخر ما يسمعه في يومه قرآن، كما أن هناك فوائد للاستماع للقرآن أثناء النّوم.
-    يمكنك  المحافظة على الأدعية والأذكار الخاصة بالنوم والتي وردت في حالات الأرق ومنها :
"  اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون وأنت حي قيوم، يا حي يا قيوم أنم عين ابني وأهدئ  ليله "
أو "  أعيذ ابني بكلمات الله التامات من غضبه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".أو" اللهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة  إليك، لا ملجأ منك ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، اللهم إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ". ويمكن بالطبع قراءة وترديد هذا الدعاء لأطفالنا. وعلّميه أن يقول:الله معي، الله ناظر إلي، الله سامعي، الله شاهدي. لقّنيه الشهادتين، واقرئي معه سورة الفاتحة والمعوذتين.
-    من الضّروري إشعار الطفل بأن غرفة النوم مكان يحلو التواجد فيه وليس مجرد مكان يُترك فيه وقت النوم، فاحرصي على انتقاء ما يساعد طفلك على الهدوء والاسترخاء، وتأكدي من إنهاء الروتين في غرفة نوم طفلك.
-    لضمان الوقاية من اضطرابات النوم عند صغار الأطفال، عليهم الحصول على الكثير من المحبة والرعاية من قبل الوالدين.
-    لا توجّهي النّقد المستمر للطفل لأنّ ذلك ينمّي لديه شعورا ما بأنّه غير متأكّد من محبّة الوالدين له.
-    كوني صبورة إذا استيقظ الطفل في الليل أو لم يتمكن من النوم لسبب ما.
-    ليكن موعد النوم الحدث الممتع عن طريق إعطاء طفلك الوقت والانتباه والكثير من الأحضان.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).