سلسلة ابني عنيد ماذا أفعل؟ |
ولدك صعب! لا يصغي إليك أبداً؟ يرغب في تنفيذ ما يحلو له ؟ يدفعك إلى الصراخ والضرب؟ يريد أن تكون الكلمة الأخيرة دائمًا له؟ لا يتراجع حتى يحصل على طلبه؟ إذا كان الجواب نعم فهنيئًا لك... إنه صعب المراس لكنّه يتمتّع بالقدرة على القيادة والريادة. هذا ما يقوله أندرو فولر مؤلف كتاب "ولدي صعب... ماذا أفعل؟" (الصادر عن منشورات دار الفراشة)
السلام عليكم، ومرحبا بكم في التدوينة الأولى لسلسلة طفلي عنيد ماذا أفعل؟ هذه السلسلة التي سنتعرف من خلالها أكثر على هذا السلوك الشائع الذي لا يكاد بيت يخلو منه، وعلى الأسباب الرئيسية لعناد الطفل وكيف نتعامل معه، فالتـربية الصحيحة والتنشئة المبنية عـلى عـلم ودراية هي أفضل الطـرق وأسـاسها من البداية لحل مشاكل الأطفـال، بـل هي التي تنشئ طفـلا سـليما معافى في جـسده وعـقله وفكـره ونفـسيته.
تعجبني عبارة قالتها الأستاذة رانية طه الودية مستشارة أسريّة في موقع لها أون لاين: "إنّ الطرق التربوية التي نستخدمها مع الطفل؛ هي التي تدفعه ليستخدم عناده كلغة يقول بها للوالدين لحظة أسلوبكما في التعامل معي لا يناسبني، ولا يتماشى مع استقلالي واحتياجاتي!" . ويقول الدكتور حاتم آدم الاستشاري الاجتماعي لموقع الإخوان المسلمون: الطفل الطبيعي فضوليٌّ فوضويٌّ، متمركز حول ذاته، كثير النشاط والحركة، وتأتي عملية التربية لتحويل ذلك الكائن إلى آخر، متعاون اجتماعي، مهذَّب في تعاملاته، ويراعي الآخرين، وحسب قوة العلاقة بين الطفل والشخص القائم على العملية التربوية- وهي الأم غالبًا- تَطُولُ أو تَقصُر عمليةُ التحوُّل هذه.
لذا اعلما أيّتها الأم وأيّها الأب أنّ تعاملكما مع ولدكما العنيد ليس أمراً سهلاً لذلك لا بد أن تتحلّيا بالحكمة والصبر ولا تيأسا ولا تستسلما، فالاستسلام أحياناً يعلم الطفل فنيات الإصرار و العناد. الأطفال يتّسمون بالاختلاف أكثر من الكبار ، ولذلك لا بد من تقويم كل حالة على حدة و فهم الأسباب و ما عساه قد يكون مساهماً في نشوء هذا السلوك. وتذكرا أنّه عندما تكون توقعاتك و طلباتك من طفلك بعيدة عن الواقع و غير مناسبة لقدراته و إمكاناته ينتج عن ذلك شعور بالفشل. و عندما تُصر على قناعاتك و توقعاتك يبدأ طفلك بالرفض كسلوك عنادي. وهو في الحقيقة لا يعاندك و لكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي تُصر على إيقاعه فيه غير آبه بمشاعر الخوف و الإحباط عنده. و هو في هذه الحالة أفضل منك في تقدير إمكاناته و ما يمكنه فعله.
يقول علماء التربية: كثيرا ما يكون الآباء والأمهات هم السبب في تأصيل العناد لدى الأطفال؛ فالطفل يولد ولا يعرف شيئاً عن العناد، فالأم تعامل أطفالها بحب، وتتصور أن من التربية عدم تحقيق كل طلبات الطفل، في حين أن الطفل يصر عليها، وهي أيضاً تصر على العكس فيتربى الطفل على العناد.
إذن عليك أيتها الأم أيها الأب مراجعة أسلوبكم في معاملتكم لابنكم لأن "العناد إشارة حمراء يرسلها الابن ليقول لن أغير سلوكي حتى تغيروا أسلوبكم، فماذا أنتم فاعلون؟! "
فأتمنّى أن تفيدكم هذه السلسلة في معرفة المزيد عن الموضوع فتابعونا في تدوينات لاحقة إن شاء الله والسلام عليكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق