أسباب عناد الأطفال

 
    أهلا بكم في الحلقة الرابعة من سلسلة ابني عنيد ماذا أفعل، تحدثنا في الحلقة السابقة عن أهم المراحل العمرية التي يظهرفيها العناد الطبيعي، وبيّنا لماذا يظهرهذا السلوك في تلك المراحل دون غيرها، وقلنا أنه ضروري للنمو النفسي للطفل، ويتلاشى هذا السلوك إذا عرفنا كيف نوجّهه، كما بيّنا أشكاله المتعددة.في هذه الحلقة سنركز أكثر على الأسباب التي تدفع الطفل للّجوء إلى هذا السلوك المزعج ونقسمها إلى قسمين،هكذا إذا عُرف السبب بطل العجب.

أسباب عناد الطفل
                                          

 أوّلا العوامل الخارجية (البيئة المحيطة):
 
_ العلاقات الأسرية المتوترة، والمعاملة الشديدة من قبل الوالدين مما يزيد من محاولات التعويض عند الطفل والانتقام فيقابل ذلك بالمثل.
_عدم الثبات في التربية، حيث لا يستطيع الوالدين الاتفاق على معايير سلوكية محددة.
_ التذبذب في المعاملة وإتباع أساليب تربوية خاطئة في معاملة الطفل منها :التساهل والتدليل الزائد، وتلبية رغبات الطفل مهما كانت، والاستجابة السريعة لصياحه وصراخه ، ونقيضه النظام الصارم، والقسوة المفرطة وتقييد حركة الطفل وتقليص مساحة الحوار معه وأيضا التدخل بصفة مستمرة وعدم المرونة في المعاملة.
_ أوامر الكبار المجحفة وإرغام الطفل على الطاعة لأسباب قد تكون في بعض الأحيان غير مناسبة للواقع.  بمعنى آخر أحياناً توجيهات الآباء مثالية نموذجية لا تراعي واقع وظروف الطفل ولا تقبل الأخطاء الغير مقصودة.
_ الطلبات المتعجلة أو الطلبات المتعددة في آن واحد، ناهيك عن الطّلبات الغامضة المبهمة أو غير ضرورية دون إيضاح، ودون السماح للطفل بشرح مبرّراته.
_النقـد و اللوم المستمر، وعدم المرونة في المعاملة.
_ تقييد حركة الطفل ومنعه من مزاولة ما يرغب دون محاولة إقناع له.
_اختلاط واحتكاك الطفل بوالدين عنيدين وعصبيين، أو أقران عنيدين وعاصين، ولجوء الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه متشبهاً بهم. فمثلا عندما يلاحظ الطفل والده الذي يصمم على عمل شي ما ويصر على ذلك فإنه يعتبره النموذج الذي يميل إلى تقليده.
_ تعارض رغبات الكبار برغبات وأولويات الصغار.
_عدم تلبية حاجات الطفل الأساسية (حقه في اللعب، وحقه في التعلم، حقه في الاكتشاف، وحقه في تواجد الأب والأم لدعمه عاطفياً، وحقه في اختيار ألعابه).
_ الاستهزاء من قبل أفراد الأسرة أو الأقران.
_ توجيه النصح في الملأ سبب رئيسي للتمرد والعصيان والتحدي.
_ تأخر وإهمال الأسرة لتشجيع الطفل أو شكره.
_ الدعم والاستجابة لسلوك العناد، من خلال تلبية مطالب الطفل ورغباته ومن خلال تقمص الطفل الكلمات السلبية التي يسمعها فيصدقها ويبالغ فيها (أنت عنيد، طبعك شديد).    
_البرامج التلفزيونية التي تبرز المواقف العنادية.
_  تفضيل الوالدين أحد الأبناء دون الآخر فيشعر الطفل بسلوك انتقامي ضد الابن المفضل والوالدين.
_ الحماية الزائدة تجعل الطفل يشعر بالعجز والاتّكاليّة على والديه معطلاً قدراته هو. والعناد طريقه للخروج من دائرة الحماية و الوصاية و الحصول على قدر أكبر من الحرية.
_ التعرض لأوامر عديدة ومستمرة من قبل والديه مما يعرضه إلى الضغوط .
_  تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته ولومه عند التقصير، مما يسبب له حالة من الإحباط.
_ إهمال الوالدين للطفل وتركه في البيت وحيدا أو مع الآخرين وعدم اصطحابه معهم في النزهات مما يجعله عنيدا متمردا .
 
ثانيا العوامل الداخلية (نابعة من نفس الطفل):
 

_الحصول على القـــوة والاســــــــــتقلالية، لإثبات أنه ليس بمقدورك التحكم به
_رغبة الطفل في تأكيد ذاته ولفت الأنظار إليه والاستقلال عن الآخرين.
_ظهور العناد كردّ فعل من الطفل ضد الاعتماد الزائد على الأم أو المربية .
_ شعور الطفل بالكبت وتضييق الخناق عليه.
_البحث عن الاهتمام و اختبار ردّة فعل الوالدين ومدى حبهم له و الحصول على رضا الأقران.
_الجهل أو الخوف ، والضيق الشديد من التوجيهات الجائرة. وتفريغ التوتر المشحون في صدره.
إحساسه بأنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه
_ الشعور بالعجز والكسل والملل والقصور والمعاناة، والإحساس بالبؤس وبأنه مظلوم.
_ الإحساس بعدم الأهمية : ويكون هذا في الغالب ناتج عن عدم تمضية الأهل وقت مع الطفل في اللعب أو مشاركته اهتماماته التي تكون في مستوى عمره والتي قد يراها الأبوين غير هامة، أو يظنوا أن الطفل لا يلحظ انشغالهم عنه وانه يكفيه ما يوفرونه له من احتياجات مادية.
_ سوء فهم الأمور وتقديرها وهذا فخ يقع فيه الأطفال والكبار على حد سواء.
_  سوء استخدام الحرية الشخصية.
_ أحلام اليقظة : عندما لا يتمكن الطفل من التفريق بين الواقع والخيال يتمسك برأيه ولا يمكن أن يحيد عنه رغم محاولات الآخرين في التأثير .
_ التعب الجسمي والنّفسي الذي يلجأ الطفل بسببه  للعناد كمحاولة لجذب انتباه الوالدين لحالة الضيق النفسي التي يمر بها نتيجة لاضطراب يمر به.

و لا ننسى يمكن أن يكون السبب خللاً فزيولوجيا مثل إصابات الدماغ و التخلف العقلي.

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).