إن المولود يرسل إلى والديه برقية عاجلة، يقول فيها:
والديّ الحبيبين....
إني وُلدت على الفطرة..
وحملت مُورِّثاتكما..
وسأكون عمل يديكما..
فهل جعلتما منّي مشروعا ناجحا؟
غايته :"ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرِّيّاتِنا قُرّةَ أعين واجعلنا للمتّقين إماما"
ومنهاجه:"إنّ هذا القرءان يهدي لِلَّتي هي أقوم"
وأدواته: أنتما أوّلا
فأكون نتاج المشروع:
قُرّة عين....وإمامة الُتّقين.....تُروَى من ينابيع مُنتقاة
فَهَلّا وَرَدتُما هذه الينابيع؟
وتُصاغُ في بوتقة المعادن النّفيسة، فهَلَّا وجدتُما المحضن الرَّائق اللائق.
وتُصنع على عين الخُبَراء يعملون كفريق متكامل، فهلّا اخترتما الأسلوب الأمثل وتعارفتما عليه قبل أن أُصبِح حقل تجارب.
إن قُرّة الأعين هي في المَظهَر والمَسلَك، لكنّها في المسلك أبلَغ، وإنّ إمامة المُتَّقين هي في القُوّةِ والأمانة والصلاح والعدل و كمال الاستقامة والـتّزكية.
وهذا يتطلب منكم عِلما وعزما..
نصبا واجتهادا..
أنا جسمي رهيف..
إلّا أّنّ روحي شفّافة..
إنّني أقرأ أصواتكما وحركاتكما وأعلم رضاكما وسخطكما..
وإنّني أُفرّق بين المُحِبِّ النّاصح والمُتضَجّرِ العاتب.
إنّ شخصِيّتي تبدأُ بالتَّكوين وأنا في بطن أُمّي، أسمع صوتها وأعلم من حركاتها رأيها فِيَّ، وأتعلّمُ من مشاعرها ما ينتظرُني غدا.
حتّى إذا وُلدتُ كنت أعينا بناظري وجلدي وسمعي..
حتى إذا أكملت سِتّا كانت تعاليم شخصِيّتي قد حفرت أخاديدها.
والدي الحبيبين:
ارحما ضعفي وأتِماّ معروفكما باعتِباري مشروعا هاما يتطلّب تحديد الأهداف والتّخطيط للوُصول إليها وتنظيم الموارد وحسن استغلالها..
فتُرضِيا بذلك ربكما..
وتقرآ رضاه في بِرّي بكما..
واعتلائي مراقي الشهود..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهوّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجّسانه"
المصدر:كتاب ما لا نعلمه لأولادنا. المحور التربوي "نحو تأهيل الوالدين" بقلم د.بشير شكيب الجابري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق