ثقافة الأم والأب التربوية


    لابد من التأكيد على أن الأم تقوم بدور أساسي في ثقافة أبنائها وتربيتهم في مختلف النواحي الفكرية والخلقية والعاطفية وكلما كانت الأم أكثر جهلاً كلما أثر ذلك في الأبناء .. ولابد للمرأة من أن تطور نفسها وقدراتها وأن تكتسب ثقافة مناسبة كي تستطيع أن تساهم بدورها بنجاح في ثقافة أبنائها وتوجيه وعيهم وسلوكهم نحو الطرق السليمة والناجحة . 

  ومن المهم في الإجازة الصيفية أن تزيد الأمهات والآباء من ثقافتهم التربوية العامة .. كي يطوروا من أساليبهم في تعاملهم أطفالهم مما ينعكس إيجابياً على الجميع .. والحقيقة أن المفاهيم التربوية وما يترتب عليها من توجيهات ونصائح تتنوع وفقاً للظروف الاجتماعية والأفكار السائدة في مجتمع معين .. ومن الملاحظ أن جميع المربين يواجهون كماً هائلاً من المعلومات والملاحظات التربوية من خلال إطلاعهم وتجاربهم الشخصية والأفكار المتناثرة التي يحصلون عليها بشكل يومي من مصادرعدة. والأساليب التربوية العلمية لا تمثل في مجملها أكثر من " التفكير السليم المنطقي "  و"الإدراك العفوي الشائع "  والقواعد التربوية ليست ألغازاً معقدة أو نظريات يصعب فهمها وتطبيقها ..


   
      ومن المعروف أن الدلال الزائد وإرضاء حاجات الطفل طول الوقت مهما كانت هذه الحاجات ، يمثل أسلوباً خاطئاً وفاسداً وهو يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل وازدياد اعتماديته على الآخرين كما يجعل منه شخصاً سريع الغضب قليل التحمل للإحباط وغير ذلك من الصفات السلبية ..كما أن العقاب الصارم والقسوة والعنف لها آثار سلبية كثيرة وتؤدي إلى الشعور بالحرمان والنقص والتمرد والضعف .. ولابد من الاقتراب من الطفل وفهم حاجاته المتنوعة وتوفيرها دون إفراط او تفريط . ولابد للطفل من أن يتعلم أنه مرغوب فيه وأن هناك من يعينه على تأمين حاجاته ورغباته وأن الحياة من حوله محبة له وتعلمه كيف ينجح وكيف يعتمد على نفسه وكيف يحقق ذاته وسعادته.

    ومن الملاحظات الواقعية نجد أن كثيرا من الآباء يأخذ موقف " التأديب فقط " من الطفل دون الحب أو التعليم أو الرعاية .. والحقيقة أن الطفل ليس " شيطاناً صغيراً " يجب كبحه وعقابه والسيطرة عليه طول الوقت . كما نجد كثيراً من المربين والمدرسين والمدرسات يلجؤون في تعاملهم مع الأطفال إلى أساليب العقاب والاستهزاء والتحقير إضافة إلى الإهانات المتكررة والتجريح والضرب .. وتدل الدراسات العلمية على أن العقوبة قد تمنع الفعل السيئ ولكنها لا تخلق " الطفل الجيد المتوازن " .

   ولابد  من وضوح الأوامر كي يستطيع الطفل استيعابها وكذلك أن يفهم سبب العقاب في حال حدوثه ، وأن "العمل المحدد كذا وكذا "  هو الذي أنتج العقاب . ومن الخطأ تكرار كلمات مثل " عنيد ، لا يسمع الكلام ، شقي ، شيطان" وهي أوصاف كلية يتمثلها الطفل عن نفسه مما تسبب له مزيداً من المشكلات في المستقبل . والأجدى توضيح أن " الخطأ محدد في سلوك معين بوقت معين " وليس الطفل كله " خاطئ أو سيئ  " .
ويفضل اختيار العقوبات بشكل مسبق ومتسلسل وتطبيق ذلك بشكل أكيد بدلاً عن " الوعيد والتهديد " الذي لايعلم سوى "الخوف والقلق " .والمسؤوليات التربوية كبيرة وتحتاج إلى الصبر والفطنة والتوازن النفسي .. والأم المتعبة المرهقة المحبطة لايمكنها أن تكون مربية ناجحة ، وكذلك الأب العصبي الثائر .

   ويمكننا القول أن مسؤولية الأهل عن أطفالهم تبدأ قبل الزواج وإنجاب الأطفال من حيث الإعداد والتهيئة وصقل الأمومة والأبوة في المرأة والرجل كي يصبحا ناجحين ومفيدين فيما بعد ..ومن الملاحظات العملية أن تعليمات الأهل تجاه الطفل غامضة وضعيفة وغير فعالة ، وأن التهديدات غير مناسبة أو أنها لا تنفذ.  وأيضاً عدم الثبات في قبول أو رفض سلوك معين من قبل الأهل ، وعدم الاهتمام الكافي بالتصرفات الإيجابية ، وأن تشجيع السلوك الحسن الذي يقوم به الطفل  قليل وغير فعال . إضافة للانشغال عن المشكلة الأساسية السلوكية للطفل بمشكلات فرعية وضياع التركيز . كما أن إعطاء التعليمات والطلبات يتم في أوقات غير مناسبة ، وأخيراً فإن توقعات الأهل مثالية وزائدة عن الحد ولا تتناسب مع عمر الطفل أو إمكانياته .


تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).